ولها بعد حرمتها الأُولى ، والحساب على الله تعالى " ( 1 ) . وفي ذمّ الناكثين ببيعته قال ( عليه السلام ) : " ألا وإنّ الشيطان قد ذمر ( 2 ) حزبه ، واستجلب جلبه ، ليعود الجور إلى أوطانه ، ويرجع الباطل إلى نصابه ، والله ! ما أنكروا علَيَّ منكراً ، ولا جعلوا بيني وبينهم نَصفاً " ( 3 ) . كما قال ( عليه السلام ) عنهم : " وإنّ أعظم حجّتهم لعلى أنفسهم ، يرتضعون أُمّاً قد فُطمت ( 4 ) ، ويحيون بدعة قد أُميتت ، يا خيبة الداعي ! مَن دعا ! وإلامَ أُجيب ( 5 ) ؟ ! وإنّي لراض بحجّة الله عليهم وعلمه فيهم " . أمّا أهل البصرة ، الّذين شاركوا طلحة والزبير والسيّدة عائشة في الخروج عليه ، فقد قال ( عليه السلام ) لهم بعد الواقعة : " كنتم جند المرأة ، وأتباع البهيمة ( 6 ) ، رغا فأجبتم ، وعُقِر فهربتم ، أخلاقكم دقاق ( 7 ) ، وعهدكم شقاق ، ودينكم نفاق ، وماؤكم زعاق ( 8 ) " ( 9 ) .
1 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 2 / 48 . 2 - حثّهم وحرّضهم . 3 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 1 / 59 . 4 - إذا فَطمت الأُمّ ولدها فقد انقضى رضاعها وذهب لبنها ، يمثّل به طلب الأمر بعد فواته ، أو يمثّل به نفسه ، أو بيت مال المسلمين . 5 - عن الشيخ محمّد عبده - في تعليقته على النهج 1 / 60 - : هذا استفهام عن الداعي ودعوته ; تحقيراً لهما ، والكلام في أصحاب الجمل ، والداعي هو أحد الثلاثة الّذين تقدّم ذكرهم في قصّة الجمل ، عند الكلام في ذمّ البصرة . ويا خيبة الداعي : خرج مخرج التعجّب من عظيم خيبة الدعاء . 6 - يريد ب - : " البهيمة " : الجَمل . 7 - دقّة الأخلاق : دناءتها . 8 - مالح ، وإنّما ذمّهم بملوحة مائهم لسوء اختيارهم لمكانها . 9 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 1 / 44 .