أحسن منها ، حتّى مررنا بسبع حدائق ، يقول عليّ ما قال ويجيبه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بما أجابه ، ثمّ أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقف فوضع رأسه على رأس عليّ وبكى ، فقال عليّ : ما يبكيك يا رسول الله ؟ ! قال : ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتّى يفقدوني . فقال : يا رسول الله ! أفلا أضع سيفي على عاتقي فأبيد خضراءها . قال : بل تصبر . قال : فإن صبرت . قال : تلاقي جهداً . قال : أفي سلامة من ديني ؟ قال : نعم . قال : فإذاً لا أُبالي ( 1 ) . وقد مرّت بنا سابقاً الإشارة إلى كلامه ( عليه السلام ) في النهج : " فما راعني إلاّ انثيال الناس على فلان - يعني أبا بكر - يبايعونه ، فأمسكت يدي ( 2 ) ،
1 - شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 4 / 107 ، مسند أبي يعلى 1 / 426 ، مجمع الزوائد 9 / 118 ; قال الهيثمي : رواه أبو يعلى والبزّار ، وفيه : الفضل بن عميرة ; وثقّه ابن حبّان وضعّفه غيره ، وبقيّة رجاله ثقات ، المصنّف - لابن أبي شيبة - 7 / 502 ، تاريخ بغداد 12 / 394 ، تاريخ دمشق 42 / 323 و 324 ، تهذيب الكمال 23 / 239 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 150 ، أخرجه مختصراً وصحّحه . 2 - المستفاد من كلامه ( عليه السلام ) هنا بأنّه لم يبايع مبادراً ، والمعلوم أنّه ( عليه السلام ) قد امتنع - كما يشير البخاري في صحيحه - عن مبايعة أبي بكر أو مصالحة القوم إلاّ بعد ستّة أشهر ( أي بعد وفاة فاطمة ( عليها السلام ) حسب رواية البخاري - كتاب المغازي 3 / 1286 ) . . والحقّ إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لم يبايع إلاّ مكرهاً ، في كلّ الأحوال ، سواء قلنا : أنّه بايع قبل وفاة فاطمة ، أو بعد وفاتها . انظر : الإمامة والسياسة 1 / 31 في بيان كيف كانت بيعة عليّ ( عليه السلام ) . . ومن المعلوم أن بيعة الإكراه لا تعدّ بيعة شرعاً .