عليه ، وأعلمهم بأمر الله فيه ، فإن شغب شاغب استعتب ، فإن أبى قوتل ، ولعمري لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتّى يحضرها عامّة الناس فما إلى ذلك من سبيل ، ولكن أهلها يحكمون على من غاب عنها ، ثمّ لم يكن للشاهد أن يرجع وللغائب أن يختار ) . ج 2 ص 86 . - ثمّ قال : - فتأمّل كيف جعل الإمامة تنعقد بالشورى من أهلها وليس بالنصّ ; إذ لو كانت بالنصّ لَما صحّ أن يقول ما قال " . أقول : إنّ هذا النصّ ، الّذي جاء به الكاتب من نهج البلاغة هنا ، يدحض تماماً دعواه بأنّ الإمامة تنعقد بالشورى ، وهو عليه لا له ; لأنّه لا يخفى أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : " إنّ أحقّ الناس بهذا الأمر أقواهم عليه ، وأعلمهم بأمر الله فيه " ، أي : سواء اختاره الناس أم لا ; لأنّ الناس لو اختاروا غيره يكون هو - حسب هذا النصّ - أحقّ ممّن اختاروه ، وهذا دليل واضح على بطلان الشورى . . ولا ريب ولا شكّ أنّ أقوى الناس على أمر الخلافة وأعلمهم بأمر الله فيها هو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) دون غيره ; فإنّ الخلفاء الثلاثة احتاجوا إليه وهو لم يحتج إلى أحد ، كما دلّت عليه الحوادث الكثيرة . وقوله ( عليه السلام ) : " ولكن أهلها يحكمون على من غاب عنها " دليل واضح على بطلان الاختيار ; فهو يبيّن أنّ للخلافة أهلا هم الحاكمون بأمرها وليس كلّ أحد ، وأهل الخلافة : الله جلّ وعلا ، ونبيّه الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإذا حكما ونصّا على الخليفة { مَا كَانَ لِمُؤْمِن وَلاَ مُؤْمِنَة إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا