وإنّ الخليفة عمر بن الخطّاب قد أمر كلّ الصحابة بأن يمحوا ما عندهم من السُنّة ( 1 ) . وإنّ السُنّة لم تُكتب إلاّ في زمن عمر بن عبد العزيز الّذي أمر العلماء بتدوين الأحاديث وكتابتها ، كما هو المعلوم من تاريخ كتابة السُنّة النبوية ( 2 ) ! ! قال الدليمي : " إنَّ الطعن فيهم . . . مدعاة لتفريق المسلمين وإلقاء العداوة والبغضاء في صفوفهم كما هو مشاهد " ( 3 ) . أقول : إنّ الاستناد إلى الكتاب والسُنّة في بيان واقع الأصحاب ، وما هم عليه من تباين في الصفات لا يعدّ طعناً ، والمعترض على ذلك إنّما يعترض - في واقع الأمر - على الكتاب والسُنّة ، وهو ردّ صريح لهما لا يرضاه المؤمن لنفسه ، ولكن تبقى مهمّة العلماء والكتّاب المنصفين في بيان الحقيقة كما
1 - عن يحيى بن جعدة ، قال : أراد عمر أن يكتب السُنّة ، ثمّ بدا له أن لا يكتبها ، ثمّ كتب في الأمصار : مَن كان عنده شيء فليمحه . أخرجه ابن عبد البرّ في جامع بيان العلم وفضله 1 / 65 . 2 - ولمزيد الاطلاع على هذا التاريخ وتفاصيله يمكن مراجعة كتاب منع تدوين الحديث للسيّد علي الشهرستاني . 3 - ص 7 .