لا معنى له ، فلا بُدّ أن يكون الصادقون ، الّذين أمر الله المؤمنين أن يكونوا معهم حسب هذه الآية ، قوماً آخرين غير مجموع الصحابة ، فمَن هؤلاء ؟ ! أقول : مَن رجع إلى حديث الثقلين المار ذكره ، يجد الجواب جليّاً لا غطش - لا ظلمة - فيه ( 1 ) . وسيأتي بعد قليل بيان السُنّة النبوية لواقع الأصحاب وما هم عليه بما يؤيّد القرآن الكريم ويطابقه تماماً . قال الدليمي : " إنّ الطعن فيهم . . . طعن في رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأنّه معلّمهم ومربّيهم " ( 2 ) . أقول : لم نعلم أنّ الطعن في التلميذ طعن في المعلّم حتّى قرأنا كلام الدليمي هنا ، فمن أين أتت الملازمة بين الاثنين يا ترى ؟ ! وما ذنب المعلّم الناصح الشفيق الّذي لم يقصّر في تربية تلاميذه قيد شعرة بينما كان بعض تلاميذه لاهين ساهين يتركون معلّمهم قائماً في خطبته وتأديبه لهم لِيُهرَعُوا نحو تجارة أقبلت قد سمعوا طبولها ، أو لهو
1 - راجع : تفسير الرازي للآية الكريمة تجده يفسّرها كما بيّناه أعلاه . وراجع : مَن ذكر أنّ المراد بالكون مع الصادقين في الآية الكريمة أي : مع عليّ ابن أبي طالب في الصواعق المحرقة : 90 ، وفتح القدير 2 / 415 وغيرها . 2 - ص 7 .