الاخِرَةِ فَمَا مَتَعُ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا فِي الاْخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَتَضُرُّوهُ شَيئا وَاللَّهُ عَلَى كُلِ شَيء قَدِيرٌ } ( 1 ) . .وقوله تعالى : { يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يأَتِى اللَّهُ بِقَوْم يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّة عَلَى ا لْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّة عَلَى الكَفِرِينَ يُجَهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئم ذَا لِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَا سِعٌ عَلِيمٌ } ( 2 ) .إلى غير ذلك من الآيات الدالّة على أنّ في الصحابة قابلية الخطأ ، وقابلية التخلّف عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الجهاد وحبّ الحياة الدنيا ، بل قابلية الانقلاب والارتداد عن الدين ، أم أنّ المخاطبين بهذه الآيات قوم آخرون غير الصحابة ؟ !أو يقرأ قوله تعالى : { وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِنَ الاْعْرَابِ مُنَفِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَاب عَظِيم } ( 3 ) . أو الآيات الّتي جاءت بعد هذه الآية الكريمة ليقف عندها ، ثمّ ينظر إلى التقسيم الإلهي الّذي جاء فيها لواقع الأصحاب وما هم عليه ، قال تعالى : { وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَلِحًا وَآخَرَ سَيِئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ . . . وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . . . وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا
1 - سورة التوبة : الآيتان 38 و 39 . 2 - سورة المائدة : الآية 54 . 3 - سورة التوبة : الآية 101 .