ولم يردّوا على تحدّي النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لهم على لسان القرآن نفسه في إبطال دعوى النبوّة ، بالإتيان بمثل القرآن ، أو الإتيان بعشر سور من مثله ، أو حتّى بسورة واحدة من مثله ، مع أنّ هذا الأمر كان أيسر لهم وأقلّ كلفة من تجشّم عناء الحروب وويلاتها ; فقد كانوا هم أهل الفصاحة والبلاغة لا يشقّ لهم في هذا الجانب غبار ! ! فالقوّة واستخدام السلاح - في الواقع - هما وسيلتا الضعيف العاجز عن إقناع الآخرين بصدق ما يدّعيه ، وخاصّة في ما يتعلّق بالأُمور العقائدية ، فتراه يلجأ إليهما هرباً من الاعتراف بالضعف والعجز الفكريّين . والأنبياء والرسل لم يلجأوا إلى استخدام السلاح في وجه خصومهم إلاّ بعد أن استنفذوا كلّ الوسائل الممكنة لإقناع الخصوم ، بل لم يلجأوا إلى استخدام السلاح - كما هو الثابت في أغلب الوقائع - إلاّ بعد الظلم والعذاب والاعتداء عليهم ، مع ملاحظة الخُلق الرفيع والحلم الكبير الّذي كان يجابه به الأنبياء مخالفيهم ، لا الغلظة والفظاظة والعمل على تكفير المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بلا دليل معتبر أو حجّة دامغة كما هو شأن الوهّابيّين مع خصومهم اليوم ! ! اللّهمّ نسألك السلامة في ديننا ، ونسألك أن تعيننا على أنفسنا بما تعين به الصالحين على أنفسهم ، إنّك سميع قريب مجيب . وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين . ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم . خالد البغدادي 25 جمادى الأُولى - 1419 ه