نور الله ، ويظاهر أعداء الله " ( 1 ) . قال الدليمي : " ومن كلام له ( عليه السلام ) وقد سمع قوماً من أصحابه يسبّون أهل الشام أيّام حربهم بصِفّين : ( إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين ، ولكنّكم لو وصفتم أعمالهم ، وذكرتم حالهم ، كان أصوب في القول وأبلغ في العذر وقلتم مكان سبّكم إيّاهم : اللّهمّ احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم ، حتّى يعرف الحقّ مَن جهله ، ويرعوي من الغي والعدوان من لهج به ) . ج 2 ص 185 - 186 . . - قال : - فتأمّل كيف يدعو لهم وينهى عن سبّهم " ( 2 ) . أقول : قال ابن أبي الحديد في شرحه لهذه الكلمات الواردة عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : السبّ الشتم ، والتساب التشاتم . . . والّذي كرهه ( عليه السلام ) منهم : أنّهم كانوا يشتمون أهل الشام ، ولم يكن يكره منهم لعنهم إيّاهم والبراءة منهم . لا كما يتوهّمه قوم من الحشوية فيقولون : لا يجوز لعن أحد ممّن عليه اسم الإسلام ، وينكرون على مَن يلعن ، ومنهم مَن يغالي في ذلك فيقول : لا ألعن الكافر ولا ألعن إبليس ، وإنّ الله تعالى لا يقول لأحد يوم القيامة : لِمَ لم تلعن ؟ وإنّما يقول : لِمَ لعنت ؟
1 - راجع : تاريخ الطبري 4 / 8 ، الكامل في التاريخ 3 / 136 ، وقعة صِفّين : 214 . 2 - ص 20 .