بسم الله الرحمن الرحيم تمهيد تخرج علينا بين الفينة والأُخرى كتابات لإخواننا أهل السُنّة تحاول النيل من مذهب العترة النبوية الطاهرة ، مذهب أئمّة الهدى أهل البيت ( عليهم السلام ) . . والموالي لآل البيت ( عليهم السلام ) لا ينزعج - في واقع الأمر - من كثرة الكتب التي ترد عليه في هذا الجانب ، لأنّه يعلم أنّها ضعيفة ركيكة واهية ، وأنّ مذهبه من القوّة التي تغنيه بأن يكتب عنها ردّاً واحداً فقط ; إذ أنّ أغلب كتابات الإخوة في هذا المورد تدور في حلقة مفرغة ، لا تنتهي إلاّ من حيث تبدأ ، ذلك لأنّهم يعتمدون في إثبات صحّة مذاهبهم ، وفي نقض مذاهب الآخرين ، على كتب أهل السُنّة نفسها ، وهو ما يستلزم الدور ، كما لا يخفى ( 1 ) . والشيء الأكثر غرابة في الموضوع هو أنّ أرباب تلك الكتابات يحملون شهادات عالية ، كما يثبتون ذلك في كتبهم ، بحيث لا يخفى عليهم - كما هو المتصوَّر عمّن يحمل مثل تلك الشهادات - الاطّلاع على هذا الجانب الضعيف من بحوثهم واحتجاجاتهم ; إذ المعروف في صناعة الجدل
1 - الدور في الاصطلاح - عند المناطقة - : توقّف الشيء على نفسه ، ومثاله أن تقول : فلان صادق ; لأنّه قال : إنّه لا يكذب .