responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 96


فقال : جبريل ، فقال : ذاك عدونا عادانا مرارا ، وأشدّها أنه أنزل على نبينا أن بيت المقدس سيخربه بختنصر ، فبعثنا من يقتله فرآه ببابل فدفع عنه جبريل . وقال : إن كان ربكم أمره بهلاككم فلا يسلطكم عليه وإلا فيم تقتلونه ؟
. وقيل : دخل عمر رضي اللَّه تعالى عنه مدارس اليهود يوما ، فسألهم عن جبريل فقالوا : ذاك عدونا يطلع محمدا على أسرارنا وإنه صاحب كل خسف وعذاب ، وميكائيل صاحب الخصب والسلام ، فقال : وما منزلتهما من اللَّه ؟ قالوا : جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وبينهما عداوة ، فقال لئن كانا كما تقولون فليسا بعدوين ولأنتم أكفر من الحمير ، ومن كان عدو أحدهما فهو عدو اللَّه . ثم رجع عمر فوجد جبريل قد سبقه بالوحي فقال عليه الصلاة والسلام « لقد وافقك ربك يا عمر » . وفي جبريل ثمان لغات قرئ بهن أربع في :
المشهور جبرئل كسلسبيل قراءة حمزة والكسائي ، و « جبريل » بكسر الراء وحذف الهمزة قراءة ابن كثير ، و « جبرئل » كجحمرش قراءة عاصم برواية أبي بكر ، و « جبريل » كقنديل قراءة الباقين . وأربع في الشواذ : جبرئل و « جبرائيل » كجبراعيل ، و « جبريل » وجبرين ومنع صرفه للعجمة ، والتعريف ، ومعناه عبد اللَّه . * ( فَإِنَّه نَزَّلَه ) * البارز الأول لجبريل ، والثاني للقرآن ، وإضماره غير مذكور يدل على فخامة شأنه كأنه لتعينه وفرط شهرته لم يحتج إلى سبق ذكره . * ( عَلى قَلْبِكَ ) * فإنه القابل الأول للوحي ، ومحل الفهم والحفظ ، وكان حقه على قلبي لكنه جاء على حكاية كلام اللَّه تعالى كأنه قال : قل ما تكلمت به . * ( بِإِذْنِ اللَّه ) * بأمره ، أو تيسيره حال من فاعله نزله . * ( مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْه وهُدىً وبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ) * أحوال من مفعوله ، والظاهر أن جواب الشرط * ( فَإِنَّه نَزَّلَه ) * ، والمعنى من عادى منهم جبريل فقد خلع ربقه الإنصاف ، أو كفر بما معه من الكتاب بمعاداته إياه لنزوله عليك بالوحي ، لأنه نزول كتابا مصدقا للكتب المتقدمة ، فحذف الجواب وأقيم علته مقامه ، أو من عاداه فالسبب في عداوته أنه نزله عليك . وقيل محذوف مثل : فليمت غيظا ، أو فهو عدو لي وأنا عدو له .
كما قال :
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 98 ] < / صفحة فارغة > مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّه ومَلائِكَتِه ورُسُلِه وجِبْرِيلَ ومِيكالَ فَإِنَّ اللَّه عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ ( 98 ) * ( مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّه ومَلائِكَتِه ورُسُلِه وجِبْرِيلَ ومِيكالَ فَإِنَّ اللَّه عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ ) * أراد بعداوة اللَّه مخالفته عنادا ، أو معاداة المقربين من عباده ، وصدر الكلام بذكره تفخيما لشأنهم كقوله تعالى : واللَّه ورَسُولُه أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوه ) * . وأفرد الملكين بالذكر لفضلهما كأنهما من جنس آخر ، والتنبيه على أن معاداة الواحد والكل سواء في الكفر واستجلاب العداوة من اللَّه تعالى ، وأن من عادى أحدهم فكأنه عادى الجميع ، إذ الموجب لعداوتهم ومحبتهم على الحقيقة واحد ، ولأن المحاجة كانت فيهما . ووضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على أنه تعالى عاداهم لكفرهم ، وأن عداوة الملائكة والرسل كفر . وقرأ نافع * ( مِيكالَ ) * كميكاعل ، وأبو عمرو ويعقوب وعاصم برواية حفص * ( مِيكالَ ) * كميعاد ، والباقون * ( مِيكالَ ) * بالهمزة والياء بعدها . وقرئ « ميكئل » كميكعل ، و « ميكئيل » كميكعيل ، وميكايل .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 99 إلى 100 ] < / صفحة فارغة > ولَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ ( 99 ) أَوكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَه فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ( 100 ) * ( وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ ) * أي المتمردون من الكفرة ، والفسق إذا استعمل في نوع من المعاصي دل على عظمه كأنه متجاوز عن حده . نزل في ابن صوريا حين قال لرسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، ما جئتنا بشيء نعرفه ، وما أنزل عليك من آية فنتبعك .
* ( أَوكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً ) * الهمزة للإنكار ، والواو للعطف على محذوف تقديره أكفروا بالآيات وكلما عاهدوا ، وقرئ بسكون الواو على أن التقدير إلا الذين فسقوا ، * ( أَوكُلَّما عاهَدُوا ) * ، وقرئ « عوهدوا » و

96

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست