responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 128


قابل فيخلوا له مكة . شرفها اللَّه . ثلاثة أيام ، فرجع لعمرة القضاء وخاف المسلمون أن لا يوفوا لهم ويقاتلوهم في الحرم . أو الشهر الحرام وكرهوا ذلك فنزلت * ( وَلا تَعْتَدُوا ) * بابتداء القتال ، أو بقتال المعاهد ، أو المفاجأة به من غير دعوة ، أو المثلة ، أو قتل من نهيتم عن قتله . * ( إِنَّ اللَّه لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) * لا يريد بهم الخير .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 191 ] < / صفحة فارغة > واقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ والْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ولا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيه فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ ( 191 ) * ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ) * حيث وجدتموهم في حل أو حرم . وأصل الثقف : الحذق في إدراك الشيء علما كان أو عملا . فهو يتضمن معنى الغلبة ولذلك استعمل فيها قال :
فأمّا تثقفوني فاقتلوني * فمن أثقف فليس إلى خلود * ( وأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ) * أي من مكة ، وقد فعل ذلك بمن لم يسلم يوم الفتح . * ( والْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) * أي المحنة التي يفتتن بها الإنسان ، كالإخراج من الوطن أصعب من القتل لدوام تعبها وتألم النفس بها . وقيل : معناه شركهم في الحرم وصدهم إياكم عنه أشد من قتلكم إياهم فيه . * ( ولا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيه ) * أي لا تفاتحوهم بالقتال وهتك حرمة المسجد الحرام . * ( فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ) * فلا تبالوا بقتالهم ثم فإنهم الذين هتكوا حرمته . وقرأ حمزة والكسائي * ( ولا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيه فَإِنْ قاتَلُوكُمْ ) * . والمعنى حتى يقتلوا بعضكم كقولهم قتلنا بنو أسد . * ( كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ ) * مثل ذلك جزاؤهم يفعل بهم مثل ما فعلوا .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 192 إلى 193 ] < / صفحة فارغة > فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّه غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 192 ) وقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ ويَكُونَ الدِّينُ لِلَّه فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ( 193 ) * ( فَإِنِ انْتَهَوْا ) * عن القتال والكفر * ( فَإِنَّ اللَّه غَفُورٌ رَحِيمٌ ) * يغفر لهم ما قد سلف * ( وقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ ) * شرك * ( ويَكُونَ الدِّينُ لِلَّه ) * خالصا له ليس للشيطان فيه نصيب . * ( فَإِنِ انْتَهَوْا ) * عن الشرك . * ( فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ) * أي فلا تعتدوا على المنتهين إذ لا يحسن أن يظلم إلا من ظلم ، فوضع العلة موضع الحكم . وسمي جزاء الظلم باسمه للمشاكلة كقوله : * ( فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْه بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ ) * . أو أنكم إن تعرضتم للمنتهين صرتم ظالمين وينعكس الأمر عليكم ، والفاء الأولى للتعقيب والثانية للجزاء .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 194 ] < / صفحة فارغة > الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ والْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْه بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ واتَّقُوا اللَّه واعْلَمُوا أَنَّ اللَّه مَعَ الْمُتَّقِينَ ( 194 ) * ( الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ ) * قاتلهم المشركون عام الحديبية في ذي القعدة واتفق خروجهم لعمرة القضاء فيه ، وكرهوا أن يقاتلوهم فيه لحرمته فقيل لهم هذا الشهر بذاك وهتكه بهتكه فلا تبالوا به . * ( والْحُرُماتُ قِصاصٌ ) * احتجاج عليه ، أي كل حرمة وهو ما يجب أن يحافظ عليها يجري فيها القصاص . فلما هتكوا حرمة شهركم بالصد فافعلوا بهم مثله ، وادخلوا عليهم عنوة واقتلوهم إن قاتلوكم . كما قال : * ( فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْه بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ ) * وهو فذلكة التقرير . * ( واتَّقُوا اللَّه ) * في الأنصار ولا تعتدوا إلى ما لم يرخص لكم . * ( واعْلَمُوا أَنَّ اللَّه مَعَ الْمُتَّقِينَ ) * فيحرسهم ويصلح شأنهم .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 195 ] < / صفحة فارغة > وأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّه ولا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّه يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( 195 ) .

128

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست