responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 127


بِالإِثْمِ وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( 188 ) * ( وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ ) * أي ولا يأكل بعضكم مال بعض بالوجه الذي لم يبحه اللَّه تعالى .
وبين نصب على الظرف ، أو الحال من الأموال . * ( وتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ ) * عطف على المنهي ، أو نصب بإضمار أن والإدلاء الإلقاء ، أي ولا تلقوا حكومتها إلى الحكام . * ( لِتَأْكُلُوا ) * بالتحاكم . * ( فَرِيقاً ) * طائفة . * ( مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ ) * بما يوجب إثما ، كشهادة الزور واليمين الكاذبة ، أو ملتبسين بالإثم . * ( وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) * أنكم مبطلون ، فإن ارتكاب المعصية مع العلم بها أقبح .
روي أن عبدان الحضرمي ادعى على امرئ القيس الكندي قطعة من أرض ولم يكن له بينة ، فحكم رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بأن يحلف امرؤ القيس ، فهم به فقرأ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّه وأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) * الآية . فارتدع عن اليمين ، وسلم الأرض إلى عبدان ، فنزلت . وفيه دليل على أن حكم القاضي لا ينفذ باطنا ، ويؤيده قوله عليه الصلاة والسلام « إنما أنا بشر وأنتم تختصمون إلي . ولعل بعضكم يكون ألحن بحجته من بعض ، فأقضي له على نحو ما أسمع منه ، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فإنما أقضي له قطعة من ناره » .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 189 ] < / صفحة فارغة > يَسْئَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ والْحَجِّ ولَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها ولكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها واتَّقُوا اللَّه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( 189 ) * ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ ) * سأله معاذ بن جبل وثعلبة بن غنم فقالا : ( ما بال الهلال يبدو دقيقا كالخيط ، ثم يزيد حتى يستوي ، ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدا ) * ( قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ والْحَجِّ ) * فإنهم سألوا عن الحكمة في اختلاف حال القمر وتبدل أمره ، فأمره اللَّه أن يجيب بأن الحكمة الظاهرة في ذلك أن تكون معالم للناس يؤقتون بها أمورهم ، ومعالم للعبادات المؤقتة يعرف بها أوقاتها . وخصوصا الحج فإن الوقت مراعي فيه أداء وقضاء . والمواقيت : جمع ميقات ، من الوقت والفرق بينه وبين المدة والزمان : أن المدة المطلقة امتداد حركة الفلك من مبدئها إلى منتهاها . والزمان : مدة مقسومة ، والوقت : الزمان المفروض لأمر . * ( ولَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها ) * وقرأ أبو عمرو وورش وحفص بضم الباء ، والباقون بالكسر . * ( ولكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى ) * وقرأ نافع وابن عامر بتخفيف * ( ولكِنَّ ) * ، ورفع البر . كانت الأنصار إذا أحرموا لم يدخلوا دارا ولا فسطاطا من بابه ، وإنما يدخلون من نقب أو فرجة وراءه ، ويعدون ذلك برا ، فبين لهم أنه ليس ببر وإنما البر :
برّ من اتقى المحارم والشهوات ، ووجه اتصاله بما قبله أنهم سألوا عن الأمرين . أو أنه لما ذكر أنها مواقيت الحج وهذا أيضا من أفعالهم في الحج ذكره للاستطراد ، أو أنهم لما سألوا عمّا لا يعنيهم ولا يتعلق بعلم النبوة وتركوا السؤال عما يعنيهم ويختص بعلم النبوة ، عقب بذكره جواب ما سألوه تنبيها على أن اللائق بهم أن يسألوا أمثال ذلك ويهتموا بالعلم بها ، أو أن المراد به التنبيه على تعكيسهم في السؤال بتمثيل حالهم بحال من ترك باب البيت ودخل من ورائه . والمعنى : وليس البر بأن تعكسوا مسائلكم ولكن البر بر من اتقى ذلك ولم يجسر على مثله . * ( وأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها ) * إذ ليس في العدول بر فباشروا الأمور من وجوهها . * ( واتَّقُوا اللَّه ) * في تغيير أحكامه والاعتراض على أفعاله . * ( لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) * لكي تظفروا بالهدى والبر .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 190 ] < / صفحة فارغة > وقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ ولا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّه لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ( 190 ) * ( وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه ) * جاهدوا لإعلاء كلمته وإعزاز دينه . * ( الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ ) * قيل : كان ذلك قبل أن أمروا بقتال المشركين كافة المقاتلين منهم والمحاجزين . وقيل معناه الذين يناصبونكم القتال ويتوقع منهم ذلك دون غيرهم من المشايخ والصبيان والرهبان والنساء ، أو الكفرة كلهم فإنهم بصدد قتال المسلمين وعلى قصده . ويؤيد الأول ما روى : أن المشركين صدوا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عام الحديبية ، وصالحوه على أن يرجع من

127

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست