responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 85


عليه السلام . وقيل هم عبدة الملائكة . وقيل عبدة الكواكب ، وهو إن كان عربيا فمن صبأ إذا خرج . وقرأ نافع وحده بالياء إما لأنه خفف الهمزة وأبدلها ياء ، أو لأنه من صبأ إذا مال لأنهم مالوا عن سائر الأديان إلى دينهم ، أو من الحق إلى الباطل .
* ( مَنْ آمَنَ بِاللَّه والْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صالِحاً ) * من كان منهم في دينه قبل أن ينسخ . مصدقا بقلبه بالمبدأ والمعاد ، عاملا بمقتضى شرعه . وقيل من آمن من هؤلاء الكفرة إيمانا خالصا ، ودخل في الإسلام دخولا صادقا : * ( فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) * الذي وعد لهم على إيمانهم وعملهم . * ( ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ) * حين يخاف الكفار من العقاب ، ويحزن المقصرون على تضييع العمر وتفويت الثواب . و * ( مَنْ ) * مبتدأ خبره * ( فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ ) * والجملة خبر إن ، أو بدل من اسم إن وخبرها * ( فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ ) * والفاء لتضمن المسند إليه معنى الشرط ، وقد منع سيبويه دخولها في خبر إن من حيث إنها لا تدخل الشرطية ، ورد بقوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ ) * .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 63 إلى 64 ] < / صفحة فارغة > وإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ ورَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ واذْكُرُوا ما فِيه لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( 63 ) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللَّه عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُه لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ ( 64 ) * ( وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ ) * باتباع موسى والعمل بالتوراة . * ( ورَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ) * حتى أعطيتم الميثاق ، روي أن موسى عليه الصلاة والسلام لما جاءهم بالتوراة فرأوا ما فيها من التكاليف الشاقة كبرت عليهم وأبوا قبولها ، فأمر جبريل عليه السلام فقلع الطور فظلله فوقهم حتى قبلوا . * ( خُذُوا ) * على إرادة القول : * ( ما آتَيْناكُمْ ) * من الكتاب * ( بِقُوَّةٍ ) * بجد وعزيمة . * ( واذْكُرُوا ما فِيه ) * ادرسوه ولا تنسوه ، أو تفكروا فيه فإنه ذكر بالقلب ، أو اعملوا به . * ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) * لكي تتقوا المعاصي ، أو رجاء منكم أن تكونوا متقين . ويجوز عند المعتزلة أن يتعلق بالقول المحذوف ، أي : قلنا خذوا واذكروا إرادة أن تتقوا .
* ( ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ ) * أعرضتم عن الوفاء بالميثاق بعد أخذه . * ( فَلَوْ لا فَضْلُ اللَّه عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُه ) * بتوفيقكم للتوبة ، أو بمحمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يدعوكم إلى الحق ويهديكم إليه . * ( لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ ) * المغبونين بالانهماك في المعاصي ، أو بالخبط والضلال في فترة من الرسل . ولو في الأصل لامتناع الشيء لامتناع غيره ، فإذا دخل على لا أفاد إثباتا وهو امتناع الشيء لثبوت غيره ، والاسم الواقع بعده عند سيبويه مبتدأ خبره واجب الحذف لدلالة الكلام عليه وسد الجواب مسده ، وعند الكوفيين فاعل فعل محذوف .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 65 إلى 66 ] < / صفحة فارغة > ولَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ ( 65 ) فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وما خَلْفَها ومَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ( 66 ) * ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ) * اللام موطئة لقسم ، والسبت مصدر قولك سبتت اليهود إذا عظمت يوم السبت ، وأصله القطع أمروا بأن يجردوه للعبادة فاعتدى فيه ناس منهم في زمن داود عليه السلام ، واشتغلوا بالصيد ، وذلك أنهم كانوا يسكنون قرية على ساحل يقال لها أيلة ، وإذا كان يوم السبت لم يبق حوت في البحر إلا حضر هناك وأخرج خرطومه ، فإذا مضى تفرقت فحفروا حياضا وشرعوا إليها الجداول وكانت الحيتان تدخلها يوم السبت فيصطادونها يوم الأحد . * ( فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ ) * جامعين بين صورة القردة والخسوء : وهو الصغار والطرد ، وقال مجاهد ما مسخت صورهم ولكن قلوبهم ، فمثلوا بالقردة كما مثلوا بالحمار في قوله تعالى : كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً ) * وقوله : * ( كُونُوا ) * ليس بأمر إذ لا قدرة لهم عليه ، وإنما المراد به سرعة التكوين ، وأنهم صاروا كذلك كما أراد بهم ، وقرئ « قردة » بفتح القاف وكسر الراء ، و « خاسين » بغير همزة .

85

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست