responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 46


رتب عليه . وما روي أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كذب ثلاث كذبات ، فالمراد التعريض . ولكن لما شابه الكذب في صورته سمي به .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 11 ] < / صفحة فارغة > وإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ ( 11 ) * ( وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ ) * عطف على * ( يَكْذِبُونَ ) * أو * ( يَقُولُ ) * . وما روي عن سلمان رضي اللَّه عنه أن أهل هذه الآية لم يأتوا بعد فلعله أراد به أن أهلها ليس الذين كانوا فقط ، بل وسيكون من بعد من حاله حالهم لأن الآية متصلة بما قبلها بالضمير الذي فيها . والفساد : خروج الشيء عن الاعتدال . والصلاح ضده وكلاهما يعمان كل ضار ونافع .
وكان من فسادهم في الأرض هيج الحروب والفتن بمخادعة المسلمين ، وممالأة الكفار عليهم بإفشاء الأسرار إليهم ، فإن ذلك يؤدي إلى فساد ما في الأرض من الناس والدواب والحرث .
ومنه إظهار المعاصي والإهانة بالدين فإن الإخلال بالشرائع والإعراض عنها مما يوجب الهرج والمرج ويخل بنظام العالم . والقائل هو اللَّه تعالى ، أو الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلم ، أو بعض المؤمنين . وقرأ الكسائي وهشام ( قيل ) بإشمام الضم الأول .
* ( قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ ) * جواب ل * ( إِذا ) * رد للناصح على سبيل المبالغة ، والمعنى أنه لا يصح مخاطبتنا بذلك ، فإن شأننا ليس إلا الإصلاح ، وإن حالنا متمحضة عن شوائب الفساد ، لأن ( إنما ) تفيد قصر ما دخلت عليه على ما بعده . مثل : إنما زيد منطلق ، وإنما ينطلق زيد ، وإنما قالوا ذلك : لأنهم تصوروا الفساد بصورة الصلاح لما في قلوبهم من المرض كما قال اللَّه تعالى : * ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَه سُوءُ عَمَلِه فَرَآه حَسَناً ) * .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 12 ] < / صفحة فارغة > أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ ولكِنْ لا يَشْعُرُونَ ( 12 ) * ( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ ولكِنْ لا يَشْعُرُونَ ) * رد لما ادعوه أبلغ رد للاستئناف به وتصديره بحرفي التأكيد :
( ألا ) المنبهة على تحقيق ما بعدها ، فإن همزة الاستفهام التي للإنكار إذا دخلت على النفي أفادت تحقيقا ، ونظيره ( أليس ذلك بقادر ) ، ولذلك لا تكاد تقع الجملة بعدها إلا مصدرة بما يتلقى به القسم ، وأختها أما التي هي من طلائع القسم : وإن المقررة للنسبة ، وتعريف الخبر وتوسيط الفصل لرد ما في قولهم ( إنما نحن مصلحون ) من التعريض للمؤمنين ، والاستدراك ب * ( لا يَشْعُرُونَ ) * .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 13 ] < / صفحة فارغة > وإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ ولكِنْ لا يَعْلَمُونَ ( 13 ) * ( وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا ) * من تمام النصح والإرشاد فإن كمال الإيمان بمجموع الأمرين : الإعراض عما لا ينبغي وهو المقصود بقوله : * ( لا تُفْسِدُوا ) * ، والإتيان بما ينبغي وهو المطلوب بقوله : * ( آمَنُوا ) * .
* ( كَما آمَنَ النَّاسُ ) * في حيز النصب على المصدر ، وما مصدرية أو كافة مثلها في ربما ، واللام في الناس للجنس والمراد به الكاملون في الإنسانية العاملون بقضية العقل ، فإن اسم الجنس كما يستعمل لمسماه مطلقا يستعمل لما يستجمع المعاني المخصوصة به والمقصودة منه ، ولذلك يسلب عن غيره فيقال : زيد ليس بإنسان ، ومن هذا الباب قوله تعالى : * ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ ) * ونحوه وقد جمعهما الشاعر في قوله :
إذ الناس ناس والزمان زمان أو للعهد ، والمراد به الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ومن معه . أو من آمن من أهل جلدتهم كابن سلام وأصحابه ،

46

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست