responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 123


الْمُتَّقِينَ ( 180 ) * ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ) * أي حضرت أسبابه وظهرت أماراته . * ( إِنْ تَرَكَ خَيْراً ) * أي مالا .
وقيل مالا كثيرا ، لما روي عن على رضي اللَّه تعالى عنه : أن مولى له أراد أن يوصي وله سبعمائة درهم ، فمنعه وقال قال اللَّه تعالى * ( إِنْ تَرَكَ خَيْراً ) * والخير هو المال الكثير . وعن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها : أن رجلا أراد أن يوصي فسألته كم مالك ، فقال : ثلاثة آلاف فقالت : كم عيالك قال : أربعة قالت : إنما قال اللَّه تعالى * ( إِنْ تَرَكَ خَيْراً ) * وإن هذا لشيء يسير فاتركه لعيالك . * ( الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ والأَقْرَبِينَ ) * مرفوع بكتب ، وتذكير فعلها للفصل ، أو على تأويل أن يوصي ، أو الإيصاء ولذلك ذكر الراجع في قوله : * ( فَمَنْ بَدَّلَه ) * .
والعامل في إذا مدلول كتب لا الوصية لتقدمه عليها . وقيل مبتدأ خبره * ( لِلْوالِدَيْنِ ) * ، والجملة جواب الشرط بإضمار الفاء كقوله :
من يفعل الحسنات اللَّه يشكرها * والشّرّ بالشّر عند اللَّه مثلان وردّ بأنه إن صح فمن ضرورات الشعر . وكان هذا الحكم في بدء الإسلام فنسخ بآية المواريث وبقوله عليه الصلاة والسلام « إن اللَّه أعطى كل ذي حق حقه ، ألا لا وصية لوارث » . وفيه نظر : لأن آية المواريث لا تعارضه بل تؤكده من حيث إنها تدل على تقديم الوصية مطلقا ، والحديث من الآحاد ، وتلقي الأمة له بالقبول لا يحلقه بالمتواتر . ولعله احترز عنه من فسر الوصية بما أوصى به اللَّه من توريث الوالدين والأقربين بقوله يُوصِيكُمُ اللَّه ) * . أو بإيصاء المحتضر لهم بتوفير ما أوصى به اللَّه عليهم * ( بِالْمَعْرُوفِ ) * بالعدل فلا يفضل الغنى ، ولا يتجاوز الثلث . * ( حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ) * مصدر مؤكد أي حق ذلك حقا .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 181 إلى 182 ] < / صفحة فارغة > فَمَنْ بَدَّلَه بَعْدَ ما سَمِعَه فَإِنَّما إِثْمُه عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَه إِنَّ اللَّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 181 ) فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْه إِنَّ اللَّه غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 182 ) * ( فَمَنْ بَدَّلَه ) * غيره من الأوصياء والشهود . * ( بَعْدَ ما سَمِعَه ) * أي وصل إليه وتحقق عنده ، * ( فَإِنَّما إِثْمُه عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَه ) * فما إثم الإيصاء المغير أو التبديل ، إلا على مبدليه لأنهم الذين خافوا وخالفوا الشرع .
* ( إِنَّ اللَّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) * وعيد للمبدل بغير حق .
* ( فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ ) * أي توقع وعلم ، من قولهم أخاف أن ترسل السماء . وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب وأبو بكر * ( مُوصٍ ) * مشددا . * ( جَنَفاً ) * ميلا بالخطإ في الوصية . * ( أَوْ إِثْماً ) * تعمدا للحيف . * ( فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ ) * بين الموصى لهم بإجرائهم على نهج الشرع . * ( فَلا إِثْمَ عَلَيْه ) * في هذا التبديل ، لأنه تبديل باطل إلى حق بخلاف الأول . * ( إِنَّ اللَّه غَفُورٌ رَحِيمٌ ) * وعد للمصلح ، وذكر المغفرة لمطابقة ذكر الإثم وكون الفعل من جنس ما يؤثم .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 183 ] < / صفحة فارغة > يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( 183 ) * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ) * يعني الأنبياء والأمم من لدن آدم عليه السلام ، وفيه توكيد للحكم وترغيب في الفعل وتطييب على النفس . والصوم في اللغة : الإمساك عما تنازع إليه النفس ، وفي الشرع : الإمساك عن المفطرات بياض النهار ، فإنها معظم ما تشتهيه النفس . * ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) * المعاصي فإن الصوم يكسر الشهوة التي هي مبدؤها كما قال عليه الصلاة والسلام « فعليه بالصوم فإن الصوم له وجاء » أو الإخلال بأدائه لأصالته وقدمه .

123

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست