responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 105


الزوار أو أمثالهم ، أو موضع ثواب يثابون بحجه واعتماره . وقرئ : « مثابات » أي لأنه مثابة كل أحد .
* ( وَأَمْناً ) * وموضع أمن لا يتعرض لأهله كقوله تعالى : حَرَماً آمِناً ) * . ويتخطف الناس من حولهم ، أو يأمن حاجّه من عذاب الآخرة من حيث إن الحج يجب ما قبله ، أولا يؤاخذ الجاني الملتجئ إليه حتى يخرج ، وهو مذهب أبي حنيفة رضي اللَّه عنه . * ( واتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى ) * على إرادة القول ، أو عطف على المقدر عاملا لإذ ، أو اعتراض معطوف على مضمر تقديره توبوا إليه واتخذوا ، على أن الخطاب لأمة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وهو أمر استحباب ، ومقام إبراهيم هو الحجر الذي فيه أثر قدمه ، أو الموضع الذي كان فيه الحجر حين قام عليه ودعا الناس إلى الحج ، أو رفع بناء البيت وهو موضعه اليوم .
روي أنه عليه الصلاة والسلام أخذ بيد عمر رضي اللَّه تعالى عنه وقال : « هذا مقام إبراهيم ، فقال عمر : أفلا نتخذه مصلى ، فقال : لم أومر بذلك ، فلم تغب الشمس حتى نزلت » وقيل المراد به الأمر بركعتي الطواف ، لما روى جابر أنه عليه الصلاة والسلام :
لما فرغ من طوافه عمد إلى مقام إبراهيم فصلَّى خلفه ركعتين وقرأ : * ( واتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى ) * وللشافعي رحمه اللَّه تعالى في وجوبهما قولان . وقيل : مقام إبراهيم الحرم كله . وقيل مواقف الحج واتخاذها مصلى أن يدعي فيها ، ويتقرب إلى اللَّه تعالى . وقرأ نافع وابن عامر * ( واتَّخِذُوا ) * بلفظ الماضي عطفا على * ( جَعَلْنَا ) * ، أي : واتخذوا الناس مقامه الموسوم به ، يعني الكعبة قبلة يصلون إليها . * ( وعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وإِسْماعِيلَ ) * أمرناهما . * ( أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ ) * بأن طهرا بيتي ويجوز أن تكون أن مفسرة لتضمن العهد معنى القول ، يريد طهراه من الأوثان والأنجاس وما لا يليق به ، أو أخلصاه . * ( لِلطَّائِفِينَ ) * حوله . * ( والْعاكِفِينَ ) * المقيمين عنده ، أو المعتكفين فيه * ( والرُّكَّعِ السُّجُودِ ) * . أي المصلين ، جمع راكع وساجد .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 126 ] < / صفحة فارغة > وإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وارْزُقْ أَهْلَه مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّه والْيَوْمِ الآخِرِ قالَ ومَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُه قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّه إِلى عَذابِ النَّارِ وبِئْسَ الْمَصِيرُ ( 126 ) * ( وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا ) * يريد به البلد ، أو المكان . * ( بَلَداً آمِناً ) * ذا أمن كقوله تعالى فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ) * . أو آمنا أهله كقولك : ليل نائم * ( وارْزُقْ أَهْلَه مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّه والْيَوْمِ الآخِرِ ) * أبدل من * ( مَنْ آمَنَ ) * * ( أَهْلَه ) * بدل البعض للتخصيص * ( قالَ ومَنْ كَفَرَ ) * عطف على * ( آمَنَ ) * والمعنى وارزق من كفر ، قاس إبراهيم عليه الصلاة والسلام الرزق على الإمامة ، فنبه سبحانه على أن الرزق رحمة دنيوية تعم المؤمن والكافر ، بخلاف الإمامة والتقدم في الدين . أو مبتدأ متضمن معنى الشرط * ( فَأُمَتِّعُه قَلِيلاً ) * خبره ، والكفر وإن لم يكن سببا للتمتيع لكنه سبب لتقليله ، بأن يجعله مقصورا بحظوظ الدنيا غير متوسل به إلى نيل الثواب ، ولذلك عطف عليه * ( ثُمَّ أَضْطَرُّه إِلى عَذابِ النَّارِ ) * أي ألزه إليه لز المضطر لكفره وتضييعه ما متعته به من النعم ، وقليلا نصب على المصدر ، أو الظرف . وقرئ بلفظ الأمر فيهما على أنه من دعاء إبراهيم وفي قال ضميره . وقرأ ابن عامر * ( فَأُمَتِّعُه ) * من أمتع . وقرئ « فنمتعه » ثم نضطره ، و « اضطره » بكسر الهمزة على لغة من يكسر حروف المضارعة ، و « أطره » بإدغام الضاد وهو ضعيف لأن حروف ( ضم شفر ) يدغم فيها ما يجاورها دون العكس .
* ( وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) * المخصوص بالذم محذوف ، وهو العذاب .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 127 ] < / صفحة فارغة > وإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 127 ) * ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ ) * حكاية حال ماضية ، و * ( الْقَواعِدَ ) * جمع قاعدة وهي الأساس صفة غالبة من القعود ، بمعنى الثبات ، ولعله مجاز من المقابل للقيام ، ومنه قعدك اللَّه ، ورفعها البناء عليها فإنه ينقلها عن هيئة الانخفاض إلى هيئة الارتفاع ، ويحتمل أن يراد بها سافات البناء فإن كل ساف قاعدة ما يوضع

105

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست