responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 106


فوقه ويرفعها بناؤها . وقيل المراد رفع مكانته وإظهار شرفه بتعظيمه ، ودعاء الناس إلى حجه . وفي إبهام القواعد وتبيينها تفخيم لشأنها . * ( وإِسْماعِيلُ ) * كان يناوله الحجارة ، ولكنه لما كان له مدخل في البناء عطف عليه . وقيل : كانا يبنيان في طرفين ، أو على التناوب . * ( رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا ) * أي يقولان ربنا تقبل منا ، وقد قرئ به والجملة حال منهما . * ( إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ ) * لدعائنا * ( الْعَلِيمُ ) * بنياتنا .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 128 إلى 129 ] < / صفحة فارغة > رَبَّنا واجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ومِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وأَرِنا مَناسِكَنا وتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( 128 ) رَبَّنا وابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ ويُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ ويُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 129 ) * ( رَبَّنا واجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ) * مخلصين لك ، من أسلم وجهه ، أو مستسلمين من أسلم إذا استسلم وانقاد ، والمراد طلب الزيادة في الإخلاص والإذعان ، أو الثبات عليه . وقرئ « مسلمين » على أن المراد أنفسهما وهاجر . أو أن التثنية من مراتب الجمع . * ( ومِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ) * أي واجعل بعض ذريتنا ، وإنما خصا الذرية بالدعاء لأنهم أحق بالشفقة ، ولأنهم إذا صلحوا صلح بهم الأتباع ، وخصا بعضهم لما أعلما أن في ذريتهما ظلمة ، وعلما أن الحكمة الإلهية لا تقتضي الاتفاق على الإخلاص والإقبال الكلي على اللَّه تعالى ، فإنه مما يشوش المعاش ، ولذلك قيل : لو لا الحمقى لخربت الدنيا ، وقيل : أراد بالأمة أمة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، ويجوز أن تكون من للتبيين كقوله تعالى : وَعَدَ اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ) * قدم على المبين وفصل به بين العاطف والمعطوف كما في قوله تعالى : خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ ومِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ) * . * ( وأَرِنا ) * من رأى بمعنى أبصر ، أو عرف ، ولذلك لم يتجاوز مفعولين * ( مَناسِكَنا ) * متعبداتنا في الحج ، أو مذابحنا . والنسك في الأصل غاية العبادة ، وشاع في الحج لما فيه من الكلفة والبعد عن العادة . وقرأ ابن كثير والسوسي عن أبي عمرو ويعقوب * ( أَرِنا ) * ، قياسا على فخذ في فخذ ، وفيه إجحاف لأن الكسرة منقولة من الهمزة الساقطة دليل عليها . وقرأ الدوري عن أبي عمرو بالاختلاس * ( وتُبْ عَلَيْنا ) * استتابة لذريتهما ، أو عما فرط منهما سهوا . ولعلهما قالا هضما لأنفسهما وإرشاد لذريتهما * ( إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) * لمن تاب .
* ( رَبَّنا وابْعَثْ فِيهِمْ ) * في الأمة المسلمة * ( رَسُولاً مِنْهُمْ ) * ولم يبعث من ذريتهما غير محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فهو المجاب به دعوتهما كما قال عليه الصلاة والسلام « أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى ، ورؤيا أمي » . * ( يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ ) * يقرأ عليهم ويبلغهم ما توحي إليه من دلائل التوحيد والنبوة . * ( ويُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ ) * القرآن .
* ( وَالْحِكْمَةَ ) * ما تكمل به نفوسهم من المعارف والأحكام . * ( ويُزَكِّيهِمْ ) * عن الشرك والمعاصي * ( إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ ) * الذي لا يقهر ولا يغلب على ما يريد * ( الْحَكِيمُ ) * المحكم له .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 130 ] < / صفحة فارغة > ومَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِه نَفْسَه ولَقَدِ اصْطَفَيْناه فِي الدُّنْيا وإِنَّه فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ( 130 ) * ( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ ) * استبعاد وإنكار لأن يكون أحد يرغب عن ملته الواضحة الغراء ، أي لا يرغب أحد من ملته . * ( إِلَّا مَنْ سَفِه نَفْسَه ) * إلا من استمهنها وأذلها واستخف بها . قال المبرد وثعلب سفه بالكسر متعد وبالضم لازم ، ويشهد له ما جاء في الحديث « الكبر أن تسفه الحق ، وتغمص الناس » . وقيل :
أصله سفه نفسه على الرفع ، فنصب على التمييز نحو غبن رأيه وألم رأسه ، وقول جرير :
ونأخذ بعده بذناب عيش * أجب الظَّهر ليس له سنام أو سفه في نفسه ، فنصب بنزع الخافض . والمستثنى في محل الرفع على المختار بدلا من الضمير في

106

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست