نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 497
ما ليس له صوت ، ولا يقال للحيوانات ناطق إلا مقيدا وعلى طريق التشبيه كقول الشاعر : عجبت لها أنى يكون غناؤها * فصيحا ولم تفغر لمنطقها فما والمنطقيون يسمون القوة التي منها النطق نطقا وإياها عنوا حيث حدوا الانسان فقالوا هو الحي الناطق المائت ، فالنطق لفظ مشترك عندهم بين القوة الانسانية التي يكون بها الكلام وبين الكلام المبرز بالصوت ، وقد يقال الناطق لما يدل على شئ وعلى هذا قيل لحكيم : ما الناطق الصامت ؟ فقال : الدلائل المخبرة والعبر الواعظة . وقوله ( لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ) إشارة إلى أنهم ليسوا من جنس الناطقين ذوي العقول ، وقوله ( قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ ) فقد قيل أراد الاعتبار فمعلوم أن الأشياء كلها ليست تنطق إلا من حيث العبرة وقوله ( علمنا منطق الطير ) فإنه سمى أصوات الطير نطقا اعتبارا بسليمان الذي كان يفهمه ، فمن فهم من شئ معنى فذلك الشئ بالإضافة إليه ناطق وإن كان صامتا ، وبالإضافة إلى من لا يفهم عنه صامت وإن كان ناطقا . وقوله ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ) فإن الكتاب ناطق لكن نطقه تدركه العين كما أن الكلام كتاب لكن يدركه السمع . وقوله ( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ ) فقد قيل إن ذلك يكون بالصوت المسموع وقيل يكون بالاعتبار والله أعلم بما يكون في النشأة الآخرة . وقيل حقيقة النطق اللفظ الذي هو كالنطاق للمعنى في ضمه وحصره والمنطق والمنطقة ما يشد به الوسط وقول الشاعر : وأبرح ما أدام الله قومي * بحمد الله منتطقا مجيدا فقد قيل منتطقا جانبا أي قائدا فرسا لم يركبه ، فإن لم يكن في هذا المعنى غير هذا البيت فإنه يحتمل أن يكون أراد بالمنتطق الذي شد النطاق كقوله من يطل ذيل أبيه ينتطق به ، وقيل معنى المنتطق المجيد هو الذي يقول قولا فيجيد فيه . نظر : النظر تقليب البصر والبصيرة لادراك الشئ ورؤيته ، وقد يراد به التأمل والفحص ، وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص وهو الروية ، يقال نظرت فلم تنظر أي لم تتأمل ولم تترو ، وقوله : ( قل انظروا ماذا في السماوات ) أي تأملوا . واستعمال النظر في البصر أكثر عند العامة ، وفى البصيرة أكثر عند الخاصة ، قال ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) ويقال نظرت إلى كذا إذا مددت طرفك إليه رأيته أو لم تره ، ونظرت فيه إذا رأيته وتدبرته ، قال : ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) نظرت في كذا تأملته ، قال : ( فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم ) وقوله تعالى ( أولم ينظروا
497
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 497