نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 475
امتن به عليهم ، وسماه سلوى من حيث أنه كان لهم به التسلي . ومن عبارة عن الناطقين ولا يعبر به عن غير الناطقين إلا إذا جمع بينهم وبين غيرهم كقولك : رأيت من في الدار من الناس والبهائم ، أو يكون تفصيلا لجملة يدخل فيهم الناطقون كقوله تعالى : ( فمنهم من يمشى ) الآية ولا يعبر به عن غير الناطقين إذا انفرد ولهذا قال بعض المحدثين في صفة أغنام نفى عنهم الانسانية : تخطئ إذا جئت في استفهامها بمن تنبيها أنهم حيوان أو دون الحيوان . ويعبر به عن الواحد والجمع والمذكر والمؤنث ، قال : ( ومنهم من يستمع ) وفى أخرى ( من يستمعون إليك ) وقال : ( ومن يقنت منكن لله ) . ومن لابتداء الغاية وللتبعيض وللتبيين : وتكون لاستغراق الجنس في النفي والاستفهام نحو ( فما منكم من أحد ) والبدل نحو خذ هذا من ذلك أي بدله : ( إني أسكنت من ذريتي بواد ) فمن اقتضى التبعيض فإنه كان نزل فيه بعض ذريته ، وقوله : ( من السماء من جبال فيها من برد ) قال : تقديره أنه ينزل من السماء جبالا ، فمن الأولى ظرف والثانية في موضع المفعول والثالثة للتبيين كقولك : عنده جبال من مال . وقيل يحتمل أن يكون قوله من جبال نصبا على الظرف على أنه ينزل منه ، وقوله : ( من برد ) نصب أي ينزل من السماء من جبال فيها بردا ، وقيل يصح أن يكون موضع من في قوله " من برد " رفعا ، و " من جبال " نصبا على أنه مفعول به ، كأنه في التقدير وينزل من السماء جبالا فيها برد ويكون الجبال على هذا تعظيما وتكثيرا لما نزل من السماء . وقوله : ( فكلوا مما أمسكن عليكم ) قال أبو الحسن : من زائدة ، والصحيح أن تلك ليست بزائدة لان بعض ما يمسكن لا يجوز أكله كالدم والغدد وما فيها من القاذورات المنهي عن تناولها . منع : المنع يقال في ضد العطية ، يقال رجل مانع ومناع أي بخيل ، قال الله تعالى : ( ويمنعون الماعون ) وقال ( مناع للخير ) ، ويقال في الحماية ومنه مكان منيع وقد منع ، وفلان ذو منعة أي عزيز ممتنع على من يرومه ، قال ( ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين - ومن أظلم ممن منع مساجد الله - ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ) أي ما حملك وقيل ما الذي صدك وحملك على ترك ذلك ؟ يقال امرأة منيعة كناية عن العفيفة وقيل مناع أي امنع كقولهم نزال أي انزل . منى : المنى التقدير ، يقال منى لك ألماني أي قدر لك المقدر ، ومنه المنا الذي يوزن به فيما قيل ، والمنى للذي قدر به الحيوانات ، قال ( ألم يك نطفة من منى يمنى - من نطفة إذا تمنى ) أي تقدر بالعزة الإلهية ما لم يكن منه ، ومنه المنية وهو الاجل المقدر للحيوان وجمعه منايا ، والتمني تقدير شئ في النفس وتصويره فيها وذلك قد يكون عن تخمين وظن ، ويكون
475
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 475