نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 474
للمدة الطويلة ملاوة من الدهر وملي من الدهر ، قال : ( واهجرني مليا ) وتمليت دهرا أبقيت ، وتمليت الثوب تمتعت به طويلا ، وتملى بكذا تمتع به بملاوة من الدهر ، وملاك الله غير مهموز عمرك ، ويقال عشت مليا أي طويلا ، والملا مقصور المفازة الممتدة ، والملوان قيل الليل والنهار وحقيقة ذلك تكررهما وامتدادهما بدلالة أنهما أضيفا إليهما في قول الشاعر : نهار وليل دائم ملواهما * على كل حال المرء يختلفان فلو كانا الليل والنهار لما أضيفا إليهما . قال تعالى : ( وأملى لهم إن كيدي متين ) أي أمهلهم ، وقوله ( الشيطان سول لهم وأملى لهم ) أي أمهل ومن قرأ أملا لهم فمن قولهم أمليت الكتاب أمليه إملاء ، قال : ( إنما نملي لهم خير لأنفسهم ) وأصل أمليت أمللت فقلب تخفيفا ( فهي تملى عليه - فليملل وليه ) . منن : المن ما يوزن به ، يقال من ومنان وأمنان وربما أبدل من إحدى النونين ألف فقيل منا وأمناء ، ويقال لما يقدر ممنون كما يقال موزون ، والمنة النعمة الثقيلة ويقال ذلك على وجهين : أحدهما : أن يكون ذلك بالفعل فيقال من فلان على فلان إذا أثقله بالنعمة وعلى ذلك قوله : ( لقد من الله على المؤمنين - كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم - ولقد مننا على موسى وهارون - يمن على من يشاء - ونريد أن نمن على الذين استضعفوا ) وذلك على الحقيقة لا يكون إلا لله تعالى . والثاني : أن يكون ذلك بالقول وذلك مستقبح فيما بين الناس إلا عند كفران النعمة ، ولقبح ذلك قيل المنة تهدم الصنيعة ، ولحسن ذكرها عند الكفران قيل إذا كفرت النعمة حسنت المنة . وقوله : ( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا على إسلامكم ) فالمنة منهم بالقول ومنة الله عليهم بالفعل وهو هدايته إياهم كما ذكر ، وقوله : ( فإما منا بعد وإما فداء ) فالمن إشارة إلى الاطلاق بلا عوض . وقوله : ( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) أي أنفقه وقوله : ( ولا تمنن تستكثر ) فقد قيل هو المنة بالقول وذلك أن يمتن به ويستكثره ، وقيل معناه لا تعط مبتغيا به أكثر منه ، وقوله : ( لهم أجر غير ممنون ) قيل غير معدود كما قال : ( بغير حساب ) وقيل غير مقطوع ولا منقوص . ومنه قيل المنون للمنية لأنها تنقص العدد وتقطع المدد . وقيل إن المنة التي بالقول هي من هذا لأنها تقطع النعمة وتقتضي قطع الشكر ، وأما المن في قوله : ( وأنزلنا عليكم المن والسلوى ) فقد قيل المن شئ كالطل فيه حلاوة يسقط على الشجر ، والسلوى طائر وقيل المن والسلوى كلاهما إشارة إلى ما أنعم الله به عليهم وهما بالذات شئ واحد لكن سماه منا بحيث أنه
474
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 474