نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 388
( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ) أي دفعتم منها بكثرة تشبيها بفيض الماء ، وأفاض بالقداح ضرب بها ، وأفاض البعير بجرته رمى بها ودرع مفاضة أفيضت على لابسها كقولهم درع مسنونة من سننت أي صببت . فوق : فوق يستعمل في المكان والزمان والجسم والعدد والمنزلة وذلك أضرب ، الأول : باعتبار العلو نحو : ( ورفعنا فوقكم الطور - من فوقهم ظلل من النار - وجعل فيها رواسي من فوقها ) ويقابله تحت قال ، ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم ) الثاني : باعتبار الصعود والحدور نحو قوله ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم ) الثالث : يقال في العدد نحو قوله ( فإن كن نساء فوق اثنتين ) الرابع : في الكبر والصغر ( مثلا ما بعوضة فما فوقها ) قيل أشار بقوله ( فما فوقها ) إلى العنكبوت المذكور في الآية ، وقيل معناه ما فوقها في الصغر ومن قال أراد ما دونها فإنما قصد هذا المعنى ، وتصور بعض أهل اللغة أنه يعنى أن فوق يستعمل بمعنى دون فأخرج ذلك في جملة ما صنفه من الأضداد ، وهذا توهم منه . الخامس : باعتبار الفضيلة الدنيوية نحو : ( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ) أو الأخروية : ( والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة - فوق الذين كفروا ) السادس : باعتبار القهر والغلبة نحو قوله : ( وهو القاهر فوق عباده ) وقوله عن فرعون : ( وإنا فوقهم قاهرون ) ومن فوق ، قيل فاق فلان غيره يفوق إذا علاه وذلك من فوق المستعمل في الفضيلة ، ومن فوق يشتق فوق السهم وسهم أفوق انكسر فوقه ، والإفاقة رجوع الفهم إلى الانسان بعد السكر أو الجنون والقوة بعد المرض ، والإفاقة في الحلب رجوع الدر وكل درة بعد الرجوع يقال لها فيقة ، والفواق ما بين الحلبتين . وقوله : ( ما لها من فواق ) أي من راحة ترجع إليها ، وقيل ما لها من رجوع إلى الدنيا . قال أبو عبيدة : من قرأ ( من فواق ) بالضم فهو من فواق الناقة أي ما بين ، الحلبتين ، وقيل هما واحد نحو جمام وجمام ، وقيل استفق ناقتك أي اتركها حتى يفوق لبنها ، وفوق فصيلك أي اسقه ساعة بعد ساعة ، وظل يتفوق المخض ، قال الشاعر : * حتى إذا فيقة في ضرعها اجتمعت * فيل : الفيل معروف جمعه فيلة وفيول قال : ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ) ورجل فيل الرأي وفال الرأي أي ضعيفه ، والمفايلة لعبة يخبئون شيئا في التراب ويقسمونه ويقولون في أيها هو ، والفائل عرق في خربة الورك أو لحم عليها . فوم : الفوم الحنطة وقيل هي الثوم ، يقال ثوم وفوم كقولهم جدث وجدف ، قال : ( وفومها وعدسها ) .
388
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 388