responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز نویسنده : ابن عطية الأندلسي    جلد : 1  صفحه : 482


الخطاب بقوله * ( يا أيها الذين آمنوا ) * عام في المؤمنين والإشارة بذلك وقت نزوله إلى الأوس والخزرج بسبب نائرة شاس بن قيس والفريق الجماعة من الناس والمراد بها هنا الأحبار والرؤوس و * ( يردوكم ) * معناه بالإضلال والتشكيك والمخادعة وإظهار الغش في معرض النصح ثم وقف تعالى المؤمنين على هذا الأمر المستبعد المستشنع الذي يريده بهم اليهود فقال * ( وكيف تكفرون وأنتم ) * بهذه الأحوال الموصوفة و * ( كيف ) * في موضع نصب على الحال كما هي في قوله تعالى * ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ) * البقرة 28 والمعنى أجاحدين تكفرون أجاهلين أمستخفين أمرتدين ونحو هذا من التقدير والواو في قوله * ( وكيف تكفرون ) * عاطفة جملة كلام على جملة كلام ولا يجوز أن تكون * ( كيف ) * في هذه الآية كما هي في قولك كيف تفعل كذا وأنت تسأل عن شيء ثابت الوقوع متحصلة لأنه كان يلزم أن يكون كفر المؤمنين مقررا مثبت الوقوع وتأمل معنى * ( كيف ) * إذا وليها فعل ومعناها إذا وليها اسم وقرأ جمهور الناس تتلى بالتاء من فوق وقرأ الحسن يتلى بالياء إذ الآيات هي القرآن وقوله تعالى * ( وفيكم ) * هي ظرفية الحضور والمشاهدة لشخصه صلى الله عليه وسلم وهو في أمته إلى يوم القيامة بأقواله وآثاره و * ( يعتصم ) * معناه يتمسك ويستذري وعصم الشيء إذا منع وحمي ومنه قوله * ( يعصمني من الماء ) * هود 43 والعصم الأسباب التي يمت بها ويعتصم من الخيبة في الغرض المطلوب وقال الأعشى ( إلى المرء قيس أطيل السرى * وآخذ من كل حي عصم ) المتقارب وتصرف اللفظة كثير جدا وباقي الآية بين والله المستعان سورة آل عمران 102 الخطاب بهذه الآية يعم جميع المؤمنين والمقصود به وقت نزولها الأوس والخزرج الذين شجر بينهم بسعاية شاس بن قيس ما شجر وتقاة مصدر وزنه فعلة أصله تقية وقد تقدم قوله إلا أن تتقوا منهم تقاة ويصح أن تكون التقاة في هذه الآية جمع فاعل وإن كان لم يتصرف منه فيكون كرماة ورام أو يكون جمع تقي إذ فعيل وفاعل بمنزلة والمعنى على هذا اتقوا الله كما يحق أن يكون متقوه المختصون به ولذلك أضيفوا إلى ضمير الله تعالى واختلف العلماء في قوله * ( حق تقاته ) * فقالت فرقة نزلت الآية على عموم لفظها وألزمت الأمة أن تتقي الله غاية التقوى حتى لا يقع إخلال في شيء من الأشياء ثم إن الله نسخ ذلك عن الأمة بقوله تعالى * ( فاتقوا الله ما استطعتم ) * التغابن 16 وبقوله " لا يكلف الله

482

نام کتاب : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز نویسنده : ابن عطية الأندلسي    جلد : 1  صفحه : 482
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست