responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز نویسنده : ابن عطية الأندلسي    جلد : 1  صفحه : 481


لهم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج وهم في مجلس يتحدثون فغاظه ما رأى من جماعتهم وصلاح ذات بينهم بعد ما كان بينهم من العداوة فقال قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار فأمر فتى شابا من يهود فقال أمد إليهم واجلس معهم وذكرهم يوم بعاث وما كان قبله من أيام حربهم وأنشدهم ما قالوه من الشعر في ذلك ففعل الفتى فتكلم القوم عند ذلك فتفاخروا وتنازعوا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب أوس بن قيظي أحد بني حارثة بن الحارث من الأوس وجبار بن صخر من الخزرج فتقاولا ثم أنه قال أحدهما لصاحبه إن شئتم والله رددناها الآن جذعة فغضب الفريقان وقالوا قد فعلنا السلاح السلاح موعدكم الظاهرة يريدون الحرة فخرجوا إليها وتحاوز الناس على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين فقال يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ووعظهم فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان فألقوا السلاح وبكوا وعانق الناس بعضهم بعضا من الأوس والخزرج وانصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين فأنزل الله في شاس بن قيس وما صنع هذه الآيات وقال الحسن وقتادة والسدي إن هذه الآيات نزلت في أحبار اليهود الذين كانوا يصدون المسلمين عن الإسلام بأن يقولوا لهم إن محمدا ليس بالموصوف في كتابنا قال الفقيه الإمام ولا شك في وقوع هذين السببين وما شاكلهما من أفعال اليهود وأقوالهم فنزلت الآيات في جميع ذلك وصد معناه أعرض عن الشيء وانصرف عنه وهو فعل يقف ويتعدى بلفظ واحد تقول صددت عن كذا وصددت غيري عنه فالذي في هذه الآية هو الفعل المتعدي وقرأ الحسن بن أبي الحسن تصدون بضم التاء وكسر الصاد وهذا هو الفعل الواقف نقل بالهمزة فعدي و * ( سبيل الله ) * في هذه الآية هو الإسلام الذي هو طريق إلى رضى الله وجنته و " من " مفعولة ب * ( تصدون ) * والضمير في * ( تبغونها ) * عائد على السبيل ومعنى تبغون على ما فسر الزجاج والطبري وغيرهما تطلبون فالمعنى تطلبون لها العوج أي الاعوجاج والانفساد تقول العرب أبغني كذا بألف موصولة بمعنى اطلبه لي فإذا أرادوا أعني على طلبه واطلبه معي قطعوا الألف مفتوحة وقيل إن تبغون هنا من البغي الذي هو التعدي أي تبغون عليها ويكون * ( عوجا ) * على هذا التأويل نصبه على الحال من الضمير في تبغون أي عوجا منكم وعدم استقامة والعوج بكسر العين ما كان في الأمور والحجج غير الأجرام والعوج بفتح العين ما كان في الأجرام كالجدار والعصا ونحو ذلك أنه قال ابن قتيبة والأرض خاصة من الأجرام يقال فيها عوج بكسر العين ومنه قول الله تعالى * ( لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ) * طه 107 أنه قال بعض اللغويين هما لغتان بمعنى واحد وقوله تعالى * ( وأنتم شهداء ) * يريد جمع شاهد على ما في التوراة من صفة محمد وصدقه وباقي الآية وعيد سورة آل عمران 100 - 101

481

نام کتاب : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز نویسنده : ابن عطية الأندلسي    جلد : 1  صفحه : 481
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست