نام کتاب : القرآن وإعجازه العلمي نویسنده : محمد اسماعيل إبراهيم جلد : 1 صفحه : 128
تفسير علماء الدين : يا أيها الناس ( والمراد أهل مكة وغيرهم ) : إنا نبرز أمامكم حقيقة عجيبة في شأنها فاستمعوا إليها وتدبروها : إن أصنامكم لن تستطيع أبدا خلق شئ مهما يكن تافها حقيرا كالذباب وإن تضافروا جميعا على خلقه ، بل إن هذا المخلوق التافه لو سلب من الأصنام شيئا من القرابين التي تقدم إليها فإنها لا تستطيع بحال من الأحوال أن تمنعه عنه أو تسترده منه ، وما أضعف الذي يهزم أمام الذباب عن استرداد ما سلبه منه ، وما أضعف نفس الذباب ، كلاهما شديد الضعف ، بل الأصنام أشد ضعفا ، فكيف يليق بإنسان عاقل أن يعبدها ويلتمس النفع منها ؟ ! النظرة العلمية : لقد جاءت في القرآن آيات نزلت تتحدى العرب وهم أهل الفصاحة والبلاغة أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا ، وتكرر في القرآن هذا التحدي البياني الذي كانوا يفتخرون ببراعتهم وتفوقهم فيه فعجزوا عن أن يأتوا بأصغر سورة من مثله ، ثم إن القرآن بعد ذلك تحدى الناس جميعا تحديا ماديا أن يخلقوا ذبابة وهي حشرة ضئيلة فلم يقدروا كذلك ، واستمر هذا التحدي قائما إلى عصرنا هذا أي بعد أكثر من ألف سنة من نزول القرآن وبعد أن تقدم العلم تقدما هائلا وبلغت التكنولوجيا ذروتها في التطور والاختراع ، فهل تستطيع دولة العلم بعد ما بلغت ما بلغت من التفوق أن يقف الناس أمام هذا التحدي المادي ويصنع ذبابة واحدة ؟ ثم يسألهم هل لو بسلبهم الذباب حياتهم بمرض فتاك ينفل جراثيمه إليهم هل يمكنهم استرداد حياتهم ؟ إن القرآن الكريم هو كلام الله المعجز حقا قديما وحديثا ، وكتابه الذي لا ريب فيه ، ونختم كلامنا بأن القرآن معجزة خالدة ولكن إعجازها لا يقتصر على الأسلوب البياني المعجز وإنما فيما حوى من منهج
128
نام کتاب : القرآن وإعجازه العلمي نویسنده : محمد اسماعيل إبراهيم جلد : 1 صفحه : 128