responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 901


لا يَفْقَهُونَ ( 87 ) لكِنِ الرَّسُولُ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَه جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ وأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ وأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 88 ) أَعَدَّ اللَّه لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 89 ) ) * [ التوبة : 9 / 86 - 89 ] .
ذم اللَّه تعالى في هذه الآيات فريقا وامتدح فريقا آخر ، ذم المتخلفين عن الجهاد مع القدرة عليه ، وتوافر الثروة والغنى ، فاستأذنوا الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في القعود عن الجهاد ، وأما المؤمنون فهم الذين يبادرون لخوض المعارك بهمة قعساء وعزيمة مضّاء .
لقد كانت عادة المنافقين التهرب من الجهاد ، فكلما أنزلت سورة أو آية فيها الأمر بالإيمان والجهاد مع الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، استأذن أولو الطول ، أي أصحاب الغنى والسعة وأولو المقدرة على القتال والجهاد بالمال والنفس في التخلف بأعذار واهية ، قائلين للنبي : اتركنا مع القاعدين في بيوتهم من النساء والصبيان والعجزة والضعفاء ، وهذا غاية الجبن والمذلة والهوان ، وطعن برجولتهم ، ومساس بكرامتهم وعزتهم .
إنهم رضوا لأنفسهم بأن يكونوا مع الخوالف المتخلفة من النساء ، وفي هذا تقريع شديد وتشنيع ولو واضح ، إذ يأبى الرجل العزيز أن يكون مثل المرأة في مواقف الرجولة . واستحقوا بهذا أن يختم أو يطبع على قلوبهم حتى لا ينفذ إليها النور والعرفان والهداية والعلم ، فأصبحوا لا يفقهون ، أي لا يفهمون ما فيه صلاح لهم ، فيفعلونه ، ولا ما فيه مضرّة فيجتنبونه ، ولا يدركون أسرار حكمة اللَّه في الأمر بالجهاد .
ثم قارن اللَّه تعالى وضع المنافقين الذين لم يجاهدوا بوضع المؤمنين ، وهو أن الرسول وأهل الإيمان معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللَّه ، وقاموا بواجبهم خير قيام ، فنالوا الخيرات ( أي المستحسن من كل شيء ) في الدنيا كالنصر وهزيمة الكفر ، وفي الآخرة بالاستمتاع في جنات الفردوس والدرجات العالية ، وأولئك هم

901

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 901
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست