responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 897


والمعنى : فرح أولئك المنافقون المتخلفون ، أي المتأخرون عن الجهاد القاعدون في المدينة في بيوتهم ، بعد أن تركهم رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عند خروجه إلى غزوة تبوك . وسبب فرحهم عدم إيمانهم بأن في الجهاد خيرا ، وسبب آخر هو كراهيتهم الجهاد مع النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللَّه ، والفرح بالإقامة يدل على كراهة الذهاب ، أي أنهم فرحوا لأمرين : التخلف والبقاء في المدينة ، وكراهة الذهاب إلى الجهاد . ومنشأ هذين الأمرين هو الشّحّ إذ لا يؤمنون بالثواب في سبيل اللَّه ، مما جعلهم يضنون بالدنيا .
ولم يقتصر الأمر على فرحهم بأنفسهم ، بل أغروا غيرهم بعدم الخروج ، وقال بعضهم لبعض : لا تخرجوا للجهاد لأن غزوة تبوك في شدة الحر ، وقد طابت الثمار والظلال المتفيأ بها . فرد اللَّه عليهم بقوله : * ( قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ) * أي إن نار جهنم التي أعدت للعصاة أشد حرا مما فررتم منه من الحر ، فلو كانوا يعقلون ذلك ويعتبرون به ، لما خالفوا وقعدوا ، ولما فرحوا بل حزنوا ، فأقيمت عليهم الحجة بأن قيل لهم : فإذا كنتم تجزعون من حر القيظ ، فنار جهنم التي هي أشد أحرى أن تجزعوا منها لو فهمتم .
والأولى بهم أن يضحكوا ويفرحوا قليلا ، ويبكوا كثيرا ، وهذا إشارة إلى مدة العمر في الدنيا ، وإلى تأبيد الخلود في النار ، أي إن ما هم عليه من الخطر مع اللَّه وسوء الحال بحيث ينبغي أن يكون ضحكهم قليلا ، وبكاؤهم من أجل ذلك كثيرا .
وهذا خبر عن حالهم وارد بصيغة الأمر : * ( فَلْيَضْحَكُوا ) * يقصد به التهديد وانتظار ما سيلاقون من عذاب شديد ، جزاء على ما اقترفوه أو اكتسبوه من الجرائم والنفاق .
وقوله : * ( جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) * متعلق بالمعنى المقدر ، وهو : وليبكوا كثيرا إذ هم معذّبون جزاء . وقوله * ( يَكْسِبُونَ ) * نص في أن التكسب هو الذي يتعلق به الثواب

897

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 897
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست