ويَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ [1] نَسُوا اللَّه فَنَسِيَهُمْ [2] إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ ( 67 ) وَعَدَ اللَّه الْمُنافِقِينَ والْمُنافِقاتِ والْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ ( 3 ) ولَعَنَهُمُ اللَّه ولَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ ( 68 ) كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وأَكْثَرَ أَمْوالًا وأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ ( 4 ) فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وخُضْتُمْ ( 5 ) كَالَّذِي خاضُوا أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ ( 6 ) فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ وأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ( 69 ) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وعادٍ وثَمُودَ وقَوْمِ إِبْراهِيمَ وأَصْحابِ مَدْيَنَ والْمُؤْتَفِكاتِ ( 7 ) أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللَّه لِيَظْلِمَهُمْ ولكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ( 70 ) ) * [ التوبة : 9 / 67 - 70 ] .الآيات الكريمة تقرير حاسم بأن الخبيث لا يلد إلا خبيثا ، كما أن الطيب لا يلد إلا طيبا ، وفي المثل العربي : « إنك لا تجني من الشوك العنب » ومطلع الآيات إخبار وحكم من اللَّه تعالى بأن المنافقين والمنافقات بعضهم يشبه بعضا في الحكم والمنزلة من الكفر ، وفي صفة النفاق والبعد عن الإيمان ، وفي الأخلاق والأعمال ، فهم سلالة خبيثة يأمرون بهدم قيم المجتمع ، يأمرون الناس بالمنكر : وهو ما أنكره الشرع ونهى عنه واستقبحه العقل السليم والعرف الصحيح ، كالكذب والخيانة ونقض العهد وخلف الوعد ، وينهون الناس عن المعروف : وهو كل ما أمر به الشرع وأقره العقل والطبع السليمان كالجهاد وبذل المال في سبيل اللَّه . وأهل النفاق أيضا قوم بخلاء ، يقبضون أيديهم عن الإنفاق لمصلحة عامة أو عن الجهاد ، وعن كل ما يرضي اللَّه ، ونسوا ذكر اللَّه ، وأغفلوا تكاليف الشرع ، مما أمر اللَّه به ونهى عنه ، فنسيهم اللَّه ، أي جازاهم بمثل فعلهم ، وعاملهم معاملة المنسيين ، بحرمانهم من لطفه ورحمته ،
[1] يكفون أيديهم عن الخير . [2] أهمل توفيقهم وهدايتهم . ( 3 ) تكفيهم عقابا على كفرهم . ( 4 ) فتمتعوا بنصيبهم من ملاذ الدنيا . ( 5 ) دخلتم في الباطل . ( 6 ) بطلت وذهب ثوابها . ( 7 ) أصحاب قرى قوم لوط المنقلبات .