نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 842
بِرَحْمَةٍ مِنْه ورِضْوانٍ وجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ ( 21 ) خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّه عِنْدَه أَجْرٌ عَظِيمٌ ( 22 ) ) * [ التوبة : 9 / 19 - 22 ] . سبب نزول الآية - فيما رواه مسلم وغيره عن النعمان بن بشير - قال : كنت عند منبر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في نفر من أصحابه ، فقال رجل منهم : ما أبالي أن لا أعمل للَّه عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج ، وقال آخر : بل عمارة المسجد الحرام ، وقال آخر : بل الجهاد في سبيل اللَّه خير مما قلتم ، فزجرهم عمر ، وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم ، وذلك يوم الجمعة ، ولكن إذا صليت الجمعة ، دخلت على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم ، فاستفتيته فيما اختصمتم ، فأنزل اللَّه : * ( أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ . . ) * الآية . ومن المعلوم أن السقاية والحجابة أفضل مآثر قريش ، وقد أقرهما الإسلام ، وكانت سقاية الحاج في بني هاشم ، وكان العباس يتولاها ، و لما نزلت هذه الآية قال العباس : ما أراني إلا أترك السقاية ، فقال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « أقيموا عليها فإنها لكم خير » . وعمارة المسجد : هي حفظه من الظلم فيه أو يقال هجرا ، وكان ذلك إلى العباس . أو هي السدانة : وهي خدمة البيت خاصة ، وكانت في بني عبد الدار ، وكان يتولاها عثمان بن طلحة بن أبي طلحة ، وشيبة بن عثمان بن أبي طلحة ، وهما اللذان دفع إليهما رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مفتاح الكعبة في ثاني يوم الفتح بعد أن طلبه العباس وعلي رضي اللَّه عنهما . و قال صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لعثمان وشيبة : « يوم وفاء وبرّ ، خذوها خالدة تالدة ، لا ينازعكموها إلا ظالم » . والراجح أن عمارة المسجد الحرام هي السدانة . ومعنى الآيات : أجعلتم أهل السقاية وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر ، وجاهد في سبيل اللَّه سواء في الفضيلة والدرجة ؟ ! فإن السقاية والعمارة ، وإن كانتا من أعمال الخير ، فأصحابهما لا يساوون في المنزلة أهل الإيمان
842
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 842