responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 832


يسلموا ، وإما القعود لهم في كل مرصد ، أي مراقبتهم في كل موضع حتى يختاروا إما الإسلام أو القتال ، وهذا خاص بمشركي العرب فقط . فإن تابوا عن الشرك الذي حملهم على قتال المسلمين وعداوتهم ، وأعلنوا الإسلام وأدوا أركانه من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، فخلَّوا سبيلهم ، واتركوهم وشأنهم واعلموا أن اللَّه غفور لمن استغفره ، رحيم بمن تاب إليه ، وهذا وعد بالمغفرة في صيغة الخبر عن أوصافه تعالى ، لمن تاب وآمن وعمل صالحا .
والتنبيه بالذات على إقامة الصلاة ، لأنها أشرف أركان الإسلام الذاتية بعد الشهادتين ، وبعدها أداء الزكاة التي هي أشرف الأفعال الاجتماعية ، التي تحقق مضمون التكافل أو التضامن الاجتماعي ، وتعالج مشكلة الفقر ، حتى تتقوى الأمة كلها . قال أنس بن مالك : هذا هو دين اللَّه الذي جاءت به الرسل ، وهو من آخر ما نزل قبل اختلاف الأهواء ، و فيه قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فيما رواه ابن ماجه والحاكم عن أنس : « من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له ، وأقام الصلاة ، وآتى الزكاة ، فارقها واللَّه عنه راض » .
وليست العلاقة مع البلاد الإسلامية مغلقة ، تحكم من وراء ستار حديدي ، وإنما هي مفتوحة ، فمطالبة المشركين بعد انتهاء مهلة الهدنة أو الأمان مدة أربعة أشهر بالإسلام أو القتال ، لا تعني عدم تمكين المشركين من سماع أدلة الإيمان ، فلو طلب أحد من المشركين الدليل على الإيمان والحجة على الإسلام ، أو جاء طالبا استماع القرآن ، أو جاء برسالة أو سفارة لإمام المسلمين ، أو أراد الدخول بقصد التجارة ، فإنه لا يمنع ويجب إمهاله ، ويحرم قتله ، ويسمح له بالتنقل في ديار الإسلام ، ويجب بعد انتهاء مدة أمانه إيصاله إلى مأمنه ، أو دياره ووطنه ، ليكون على بيّنة من أمره ، مختارا حرا فيما يقرره لأن المهم نشر الدعوة الإسلامية بالطرق السلمية ، وبالإقناع

832

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 832
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست