responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 757


بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ [1] إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ( 184 ) أَولَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ والأَرْضِ وما خَلَقَ اللَّه مِنْ شَيْءٍ وأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَه يُؤْمِنُونَ ( 185 ) مَنْ يُضْلِلِ اللَّه فَلا هادِيَ لَه ويَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ ( 2 ) يَعْمَهُونَ ( 3 ) ( 186 ) ) * [ الأعراف : 7 / 181 - 186 ] .
إن اللَّه تعالى بعث نبيه محمدا للناس كافة ، فدعاهم إلى الإيمان بالله ربا واحدا لا شريك له ، وحذرهم من الشرك والوثنية ، وانقسم هؤلاء الناس أمة الدعوة المحمدية فريقين . أما الفريق الأول فهم قوم قائمون بالحق قولا وعملا ، يرشدون الناس ويدعونهم إليه ، ويعملون بالحق ويقضون بالعدل ، دون ميل ولا جور . قال أبو جعفر النحاس : فلا تخلو الدنيا في وقت من الأوقات من داع يدعو إلى الحق .
إن الاعتدال في الأمور من غير زيادة ولا نقصان ، والقضاء بالحق والعدل من غير محاباة ولا جور هو شأن أهل الملة المستقيمة والتوسط والنجاة ، قال علي بن أبي طالب أمير المؤمنين رضي اللَّه عنه : لتفترقن هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا فرقة ، يقول اللَّه تعالى : * ( ومِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وبِه يَعْدِلُونَ ( 181 ) ) * فهذه هي التي تنجو من هذه الأمة .
هذا هو الفريق الأول من أمة الدعوة المحمدية ، والفريق الثاني : هم الذين كذبوا بالقرآن وهم أهل مكة وأمثالهم ، وهم الذين يتركهم اللَّه في ضلالهم ، ويستدرجهم إلى العذاب من حيث لا يعلمون ما يراد بهم ، ويقربهم إلى الهلاك بإمدادهم بالنعم عليهم والإمهال لهم ، حتى يغتروا ويظنوا أنهم لا ينالهم عقاب . وينذرهم اللَّه تعالى بأنه سيملي ويطول لهم ما هم فيه ، ولكن كيد اللَّه متين ، أي تدبيره الخفي قوي شديد ، محكم مسدّد النتائج ، وهذا كله من الاستدراج والإمهال عقوبة من اللَّه على التكذيب بالآيات .



[1] جنون . ( 2 ) تجاوزهم الحد في الكفر . ( 3 ) يتحيرون ويترددون .

757

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 757
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست