نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 753
ذلك المثل الواضح في الغرابة هو مثل القوم الذين كذبوا بآيات اللَّه ، واستكبروا عنها ، ولم تنفعهم الموعظة ، إنهم كانوا ضالين قبل أن تأتيهم رسالة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بالهدى والرسالة ، وبعد أن جاءتهم ، فبقوا على ضلالتهم ولم ينتفعوا بذلك ، فمثلهم كمثل الكلب مذموم في حال إقباله وإدباره ، فاسرد عليهم أيها النبي ما يعلمون أنه من المغيبات التي لا يعلمها إلا أهل الكتب الماضية ، لعلهم يتفكرون فيحذروا أن يكونوا مثله ، فإن اللَّه أعلمهم بصفة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وبرسالته ، فهم أحق الناس وأولاهم باتباعه ومناصرته ، لعلهم يتفكرون في مصير الكاذب الغاوي الضال ، فيؤمنون إيمانا صحيحا بالله وبكتبه ورسله . لقد ساء مثلا مثل القوم الذين كذبوا بآيات اللَّه ، وقبح فعلهم أشد القبح لإعراضهم عن النظر في آيات اللَّه ، إنهم بهذا الإعراض كانوا ظالمين أنفسهم بالتكذيب ، فما ظلمهم اللَّه ، ولكن كانوا هم الظالمين أنفسهم بإعراضهم عن اتباع الهدى وطاعة المولى عز وجل . حقا ، إن موقف المعرضين عن آيات اللَّه بترك الإيمان والعمل الصالح موقف يستدعي العجب والتأمل ، فإنهم تركوا ما يدعو إليه العقل الرشيد ، وتقتضيه مصلحة الإنسان ، وإذا كان وضع الرافض أو المعارض لا يستند إلى منطق ولا إلى وعي ، كان خاسرا منهزما في الحياة ، ومضيعا على نفسه فرصة النجاة والسعادة . قال اللَّه تعالى : * ( ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّه فَأَعْرَضَ عَنْها ونَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداه إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوه وفِي آذانِهِمْ وَقْراً وإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً ( 57 ) ) * [ الكهف : 18 / 57 ] .
753
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 753