نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 717
فِرْعَوْنُ وقَوْمُه وما كانُوا يَعْرِشُونَ [1] ( 137 ) وجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ( 138 ) إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ( 2 ) ما هُمْ فِيه وباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ( 139 ) قالَ أَغَيْرَ اللَّه أَبْغِيكُمْ إِلهاً ( 3 ) وهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ ( 140 ) وإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ ( 4 ) سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ ويَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ ( 5 ) وفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ ( 6 ) مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ( 141 ) ) * [ الأعراف : 7 / 137 - 141 ] . قارن اللَّه تعالى بين مصير فرعون وجنوده العتاة الظلمة ، وبين المستعبدين الضعفاء الصابرين من بني إسرائيل ، أغرق اللَّه أولئك ، وأنعم على موسى وقومه بالنعم العظمى الثلاث الآتية : النعمة الأولى - وراثة الأرض : بعد أن كان الإسرائيليون يستضعفون في عهد فرعون بقتل أبنائهم ، واستحياء نسائهم ، وإسامتهم سوء العذاب ، أورث اللَّه هؤلاء المستضعفين الأرض في المشرق والمغرب ، التي بارك اللَّه فيها بالخصب والنماء ، وسعة الأرزاق والخيرات والأمطار ووفرة الأنهار ، وتمت وتحققت كلمة اللَّه الحسنى ونفذت ومضت على بني إسرائيل أي ما سبق لهم في علمه وكلامه في الأزل من النجاة من عدوهم والظهور عليه ، ونفذ وعد اللَّه الأسمى ، بسبب صبرهم على أذى فرعون وملئه . وإنجاز هذا الوعد حدث مرة واحدة حين استقام الإسرائيليون ، ولم يتكرر وعد آخر لهم بالعودة إلى أرض فلسطين . ودمر اللَّه تعالى كل ما يصنع فرعون وقومه من العمائر والمزارع ، وما كانوا ينصبونه من العرائش والسقف في البساتين ، وما بنوه من القصور الشاهقة .