نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 706
وأوحى اللَّه إلى موسى وأمره بإلقاء عصاه ، فكانت ثعبانا ظاهرا ، وعظم حتى كان كالجبل ، فإذا هي تبتلع وتزدرد ما ألقوه وموهوا به أنه حق ، وهو باطل ، ثم رجعت بعد ذلك عصا . فظهر الحق كالشمس ، وفسد ما كان السحرة يعملون ، من الحيل والتخييل ، وذهب تأثيره ، وأدركوا أن فعل موسى فوق السحر وغلب السحرة في ذلك الجمع العظيم بأمر اللَّه وقدرته ، وانقلب فرعون وقومه صاغرين أذلة ، بما لحقهم من عار الهزيمة والخيبة والخذلان . وعلم السحرة حينئذ أن ذلك ليس من عند البشر ، فخروا سجدا مؤمنين بالله ورسوله . وقالوا : آمنا برب العالمين . رب موسى وهارون ، لأن الحق بهرهم ، وتيقنوا من نبوة موسى عليه السلام بقلوبهم ، وتلاشت من أذهانهم فكرة ربوبية فرعون وتبددت أوهام الجهال من أنه رب الناس ، وكان هارون أخو موسى أسنّ منه بثلاث سنين . < فهرس الموضوعات > تهديد فرعون للسحرة < / فهرس الموضوعات > تهديد فرعون للسحرة بعد أن تغلب موسى على سحرة فرعون ، وظهر الحق واندحر الباطل ، آمن السحرة بالله رب العالمين ، وكان إيمانهم قويا راسخا كالجبال ، واتكلوا على اللَّه ، ووثقوا بما عنده ، ولكن فرعون اتهمهم بالتواطؤ مع موسى ، وهددهم بتقطيع الأيدي والأرجل والقتل والصلب على جذوع النخل ، فما لان مؤمنو السحرة للتهديد والوعيد ، ولم يبالوا بالتعذيب ، لأنهم آمنوا إيمانا صلبا ملأ نفوسهم برهبة اللَّه والخوف من عذابه يوم القيامة . وصف اللَّه تعالى موقف فرعون من السحرة ، فقال : < فهرس الموضوعات > [ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 123 الى 126 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 123 الى 126 ] * ( قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِه قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوه فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ( 123 ) لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ( 124 ) قالُوا
706
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 706