responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 700


وسبب عقاب تلك الأقوام هو تكذيب الرّسل ، فبالرغم من أنهم أقاموا لهم الحجج على صدقهم فيما أخبروهم به ، ما كانوا ليؤمنوا بما جاءتهم به الرّسل بسبب تكذيبهم بالحقّ من قبل مجيء الرّسل وعند ورودهم عليهم ، في بدء الدعوة إلى التوحيد وعبادة اللَّه ، ومن قبل مجيء المعجزات ، فظلَّوا على حالهم ، ولم تؤثر فيهم الآيات الدّالة على صدق الرّسل ، ولم يؤمنوا لآخر أعمارهم بما كذّبوا به أولا حين جاءتهم الرّسل ، أي إنهم استمرّوا على التكذيب من وقت مجيء الرسل إليهم إلى أن ماتوا مصرّين على كفرهم وعنادهم ، مع تكرار المواعظ عليهم وتتابع الآيات .
وكما طبع اللَّه على قلوب كفار الأمم الخالية ، يطبع اللَّه على قلوب الكافرين الذين سبق في علم اللَّه ألا يؤمنوا أبدا .
إن اللَّجاج في الكفر والإصرار عليهم هو الذي حجب عنهم النور الإلهي ، ولم يوفقهم اللَّه إلى الإيمان بسبب أنهم كذبوا من قبل ، فكان تكذيبهم سببا لأن يمنعوا الإيمان بعد .
ثم أخبر اللَّه تعالى أنه لم يجد لأكثر الناس ثباتا على العهد الذي أخذه على ذرية آدم ، وقت استخراجهم من ظهره ، ولم يعملوا عقولهم في الآيات الدّالة على وجود اللَّه وتوحيده وصدق رسله ، ولم يشكروا نعم اللَّه ، ولا قادتهم معجزات الأنبياء إلى الإقرار بالحق والاعتراف بالواقع .
لم يجد اللَّه لأكثر البشر التزام عهد ، وقبول وصية ، ووفاء بما أقرّوا به سابقا وهم في عالم الذّر ، وبما أودع فطرتهم وعقولهم من الوسائل الكفيلة بإرشادهم إلى الحقّ والصّواب والإيمان بالله واليوم الآخر ، إنهم لم يوفوا بعهد الفطرة الذي عاهدهم اللَّه وهم في صلب آدم ، ولا بعهد الشّرع الإلهي بالإيمان وأداء التكاليف ، ولا بالعهد المتعارف عليه بأداء الالتزامات والشروط واحترام العقود التي يبرمونها فيما بينهم ،

700

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 700
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست