responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 671


وجعلناه هدى وإنقاذا من الضلالة ، ورحمة سابغة لمن يؤمن به ، ويعمل بأحكامه . أما غير المؤمنين به فلا ينتفعون منه بشيء .
أوضح هذا القرآن أصول الدين ، وندّد بالشّرك والوثنية ، ووضع الأنظمة الصالحة للبشر ، وحضّ على البناء والعمل ، والتقدم والتحضّر ، بدفع العقول والأفكار للتفكير والإنجاز ، وذمّ التقليد وتوارث الأنظمة والمعتقدات من غير بحث ولا نظر ، ولا تمحيص في آيات اللَّه الكثيرة .
هل ينظرون ؟ أي أما ينتظر هؤلاء الكفار إلا تأويل القرآن وإنجاز ما جاء فيه ومآل الحال في هذا الدين وما دعوا إليه وما صدّوهم عنه ، وهم يعتقدون مآله جميلا لهم ، فأخبر اللَّه أن مآله يوم يأتي ، يقع معه ندمهم ، ويقولون تأسّفا على ما فاتهم من الإيمان : لقد صدقت الرّسل وجاؤوا بالحق .
يقول الذين جعلوا القرآن كالمنسي المتروك : قد جاءت رسل ربّنا بالحق ، أي صدقوا في كل ما قالوا ، وصحّ أنهم جاؤوا بالحق ، وظهر أنه متحقق ثابت ، ولكنا نحن الذين أعرضنا عنه ، فجوزينا هذا الجزاء .
وأصبحوا يتمنّون الخلاص بكل ما يمكن من أحد أمرين : إما شفاعة الشافعين ، وإما الرجوع إلى الدنيا لإصلاح العمل ، وتجديد السلوك والمنهج الذي يرضي اللَّه تعالى .
والسبب في تمنّي الشفعاء : هو أن هؤلاء الكفار تذكروا أساس الشرك المغلوط ، وهو أن النّجاة عند اللَّه إنما تكون بوساطة الشفعاء ، فحينما أفلسوا وعرفوا أن النّجاة بالإيمان والعمل الصالح الذي أوضحه القرآن وهو أداء الفرائض وترك المحظورات ، حينما أفلسوا تمنّوا الرجوع إلى الدنيا ليعملوا بما أمر به الرّسل غير عملهم السابق ، كما قال اللَّه تعالى : * ( ولَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ ولا

671

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 671
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست