responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 655


إن للوقت قيمة كبري وأهمية عظمي ، والأجيال المتلاحقة تشغل فترة من التاريخ والزمن المحدّد لها والمقدّر لوجودها وأعمالها ، فلكل أمة أي قرن وجيل ، ولكل فرد وشيء في الوجود أجل محدد معلوم ، وهو الوقت الذي قدره اللَّه تعالى لكل كائن حيّ ، فإذا انقضى هذا الوقت ، وانتهى هذا الأجل المقدّر للأمم والأفراد ، انطوت صفحات الأعمال ، ولا يتأخّرون عن الأجل ساعة أو أقل ، ولا يتقدّمون عنها بساعة وأقل منها .
وإن عزّة الأمم وسعادتها ، وخلود تاريخ الرجال أو النّساء مرتبط بامتثال شرع اللَّه والتّمسك بالفضيلة ، والبعد عن الفاحشة والرذيلة . وشقاء الأمم ونكبتها وطي صفحة أبنائها يكون بالبعد عن أوامر اللَّه ودينه ، والانغماس في المنكرات ، واقتراف جرائم الغش والرشوة والفساد والإسراف والظلم ، والتخريب السّري أو العلني .
وإذا كانت الأمم المعاصرة قد تقدّمت فبسبب إصلاح شؤون حياتها ، وإذا كانت الأمة الإسلامية متخلَّفة فبسبب بعدها عن شرائع ربّها ، ومن أخصّها الوحدة والبناء والعمل والتّخطيط والحزم وضبط الموارد وصرفها في أولويات الحياة العزيزة الكريمة .
وأمّتنا هي أولى الأمم بالتمسك بالمثل العليا والقيم الكريمة ، لأن دينها يأمرها بذلك .
واللَّه بهذه الآية * ( ولِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ) * يهدّد ويوعد كل من يخالف الأمر ويسير على غير هدى من اللَّه .
وهداية اللَّه تعالى تتمثّل في الكتب المنزلة والرّسل المرسلة ، وقوله تعالى : * ( يا بَنِي آدَمَ ) * خطاب لجميع العالم ، وهو إنذار وتحذير للبشر ، فإن أتاكم أيها الناس رسل من جنسكم يخبرونكم بما أوجبته عليكم وما شرعته لكم من نظم العبادة والمعاملة والأخلاق ، وما نهيتكم عنه من الشّرك وقبائح الأفعال ، فأنتم حينئذ فريقان :
فمن اتّقى اللَّه وأصلح العمل ، وترك الحرام وفعل الطاعات ، والتزم الفضيلة

655

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 655
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست