responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 608


ثم أبان اللَّه تعالى أمرا اجتماعيّا مهمّا : وهو أنه مثل تولَّي الجن والإنس بعضهم لبعض ، نولَّي الظالمين بعضهم ببعض ، بأن نجعل بعضهم أنصار بعض ، بمقتضى التقدير والسّنة الكونية ، بسبب ما كانوا يكسبون من أعمال الظلم المشتركة بينهم ، فكل فريق يتولى ويرعى شبيهه في الخلق والعمل وينصره على غيره ، قال ابن عباس :
« إذا رضي اللَّه على قوم ولَّى أمرهم خيارهم ، وإذا سخط على قوم ولىّ أمرهم شرارهم » . وهذا تهديد عامّ لكل ظالم ظلما اجتماعيّا عامّا أو خاصّا . والتعاون بين الفئات المتشابهة في سلوكها ظاهرة قائمة في المجتمعات ، سواء فئات المؤمنين الصلحاء ، كما قال تعالى : * ( والْمُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ) * [ التّوبة : 9 / 71 ] . أو فئات الكافرين الأشقياء ، كما قال اللَّه سبحانه : والَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ) * [ الأنفال : 8 / 73 ] أي أعوانهم ونصراؤهم .
< فهرس الموضوعات > تقريع الظَّلمة على كفرهم < / فهرس الموضوعات > تقريع الظَّلمة على كفرهم إن العدل الإلهي أمر مطلق شامل جميع أحوال الناس في الدنيا والآخرة ، ففي الدنيا يرسل اللَّه الإنذارات المتوالية من الكتب والرّسل لتبليغ الأحكام وشرائع اللَّه ، والتحذير من مستقبل الحساب والجزاء الأخروي . وفي الآخرة لا يجد الظَّلمة مناصا من الاعتراف بتقصيرهم وامتناعهم من الإيمان واقترافهم السيئات . ويظهر العدل في الآخرة على أتم وجه وأحكم مظهر ، حيث يوفّى كل إنسان بما عمل من خير أو شرّ . قال اللَّه تعالى موضّحا أصول العدل وطرائق التزامه :
< فهرس الموضوعات > [ سورة الأنعام ( 6 ) : الآيات 130 الى 132 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة الأنعام ( 6 ) : الآيات 130 الى 132 ] * ( يا مَعْشَرَ الْجِنِّ والإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي ويُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا شَهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا وغَرَّتْهُمُ ( 1 ) الْحَياةُ الدُّنْيا وشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا


( 1 ) خدعتهم .

608

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 608
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست