responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 602


نزلت هذه الآية - كما ذكر ابن عباس - في عمر وأبي جهل ، الأول يمثّل الإيمان ، والثاني يمثّل الكفر والضّلال ، وكل منهما رمز لفئة . شبّه اللَّه تعالى الذين آمنوا بعد كفرهم بأموات أحيوا ، وشبّه الكافرين وحيرة جهلهم بقوم في ظلمات يتردّدون فيها ، ولا يمكنهم الخروج منها ، ليبيّن اللَّه عزّ وجلّ الفرق بين الطائفتين والبون بين المنزلتين .
هذه مقارنة أو موازنة بين أهل الإيمان وجماعة الكفر ، أفمن كان ميتا بالكفر والجهل ، فأحييناه بالإيمان ، وجعلنا له نورا يضيء له طريقه بين الناس ، وهو نور القرآن المؤيّد بالحجة والبرهان ، وهو أيضا نور الهدى والإيمان ، أهذا الفريق مثل الفريق السائر في الظلمات : ظلمة الليل وظلمة السحاب وظلمة المطر ، وهو ليس بخارج منها ، أي لا يهتدي إلى منفذ ولا مخلص مما فيه ، كما قال اللَّه تعالى في آيات أخرى ، منها : أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِه أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 22 ) ) * [ الملك : 67 / 22 ] .
وبما أن الاهتداء إلى الإيمان ، والانغماس في ظلمات الكفر والضّلال بسبب من الإنسان واختيار منه ، فإن اللَّه تعالى يزيد المؤمنين توفيقا إلى الخير ، ويترك الكافرين سائرين في متاهات الكفر ، لذا ختمت الآية بهذه الحقيقة وهي : كما زيّن اللَّه الإيمان للمؤمنين ، زيّن للكافرين الكفر والمعاصي ، أي حسّن لكل فريق عمله ، فحسّن الإيمان في أنظار المؤمنين ، وحسّن الكفر والجهالة والضّلالة في أعين الكافرين ، كعداوة النّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وذبح القرابين لغير اللَّه ، وتحريم ما لم يحرّمه اللَّه ، وتحليل ما حرّمه .
ثم أورد اللَّه تعالى ما يدلّ على سنّة ثابتة في البشر ، وهم الذين يعيشون في الظلمات كأبي جهل بن هشام وحالهم وحال أمثالهم ، فمثلهم جعل اللَّه في كل قرية أكابر مجرميها رؤساءها ودعاتها إلى الكفر والصّدّ عن سبيل اللَّه ، ليمكروا فيها بالصّد عن

602

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 602
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست