نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 545
توحيد اللَّه ، والهداية إلى السبيل السوي ، وسبقت رحمته غضبه ، ولله ذلك كلَّه بحقّ ملكه ، فلا تكونن أيها الرسول من الجاهلين ، في أن تأسف وتحزن على أمر أراده اللَّه وأمضاه وعلم المصلحة فيه . قال ابن عباس في قوله تعالى : * ( ولَوْ شاءَ اللَّه لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى ) * : إن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى ، فأخبره اللَّه أنه لا يؤمن إلا من قد سبق له من اللَّه السعادة في الذّكر الأول . وهذا كله دليل واضح على حرية الإنسان في اختيار الإيمان أو الكفر ، وعلى أن الحساب والثواب والعقاب منوط بما اختاره الإنسان لنفسه من إيمان أو ضلال ، وخير أو شرّ . < فهرس الموضوعات > قدرة اللَّه تعالى وعلمه < / فهرس الموضوعات > قدرة اللَّه تعالى وعلمه يؤكّد اللَّه تعالى مواساته لنبيّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم على حزنه بسبب إعراض قومه عن دعوته لأن قضية الإيمان والكفر يتعلق بها أصول ثلاثة : هي حرية الإنسان ، وتمام قدرة اللَّه تعالى ، وكمال علمه بالأشياء قبل وقوعها ، وهذه الأسس الثلاثة تحدّثت عنها آيات قرآنية كثيرة منها قوله تعالى : < فهرس الموضوعات > [ سورة الأنعام ( 6 ) : الآيات 36 الى 39 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة الأنعام ( 6 ) : الآيات 36 الى 39 ] * ( إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ والْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّه ثُمَّ إِلَيْه يُرْجَعُونَ ( 36 ) وقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْه آيَةٌ مِنْ رَبِّه قُلْ إِنَّ اللَّه قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً ولكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ( 37 ) وما مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ ولا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا ( 1 ) فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ( 38 ) والَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ مَنْ يَشَأِ اللَّه يُضْلِلْه ومَنْ يَشَأْ يَجْعَلْه عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 39 ) ) * [ الأنعام : 6 / 36 - 39 ] .
( 1 ) ما تركنا .
545
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 545