responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 516


الحق لهم : ماذا أجابت به الأمم من إيمان وطاعة وإقرار ، أو كفر وإنكار واستكبار وعصيان ، وهذا السؤال للأنبياء الرّسل إنما هو لتقوم الحجة على الأمم ، ويبتدئ حسابهم على نحو واضح بيّن .
فيجيب الرّسل على سبيل الأدب والذّهول بسبب هول الحال وعالم الحساب : لا علم لنا بالنسبة إلى علمك ، فأنت تعلم السّر وأخفى ، إنك أنت علام الغيوب ، أي ما خفي وغاب ، مثلما تعلم المشهودات الحاضرة المعروفة لكل إنسان ، فليس علمنا بكاف ولا محقق للغاية الكاملة مثل علمك الواسع المحيط بكل شيء .
قال ابن عباس - ورأيه الصواب - : معنى الآية : لا علم لنا إلا علما أنت أعلم به منا .
واذكر يا محمد حين قال اللَّه تعالى لعيسى عليه السّلام معددا معجزاته ونعمه عليه : تذكّر نعمتي عليك وعلى والدتك حين أيّدتك بجبريل روح القدس عليه السّلام ، وجعلتك نبيّا داعيا إلى اللَّه في صغرك وكبرك ، تكلم الناس في فراش المهد وأنت طفل صغير رضيع ، أنطقتك في هذه الحال حيث لا ينطق إنسان ، فشهدت ببراءة أمّك وطهارتها ، وكان ذلك معجزة بقدرة اللَّه وتيسيره : قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّه آتانِيَ الْكِتابَ وجَعَلَنِي نَبِيًّا ( 30 ) وجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وأَوْصانِي بِالصَّلاةِ والزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا ( 31 ) [ مريم : 19 / 30 - 31 ] .
ثم علَّمتك التّوراة والإنجيل والعلم النافع الذي هو الحكمة ، وجعلتك قادرا على الكتابة والخط والفهم السّديد .
واذكر يا عيسى حين مكّنتك من صناعة الطيور وخلقها ، فتصوّر من الطين صورة كصورة الطائر ، فتنفخ فيها ، فتكون طيرا له روح وحركة بإذن اللَّه وإرادته ، لا بقدرتك البشرية ، ولكنها معجزة تحققت على يديك ، كسائر معجزات الرّسل . والإذن

516

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 516
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست