responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 502


وجعل اللَّه الأشهر الحرم فترة سلام وأمان ، وتلك الأشهر هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الذي هو شهر مضر ، وهو رجب الأصم لأنه لا يسمع فيه صوت السلاح ، فيأمن الناس على أنفسهم وأموالهم ومعايشهم وتجاراتهم ، وتهدأ النفوس ، وتخمد نار الحروب ، وينصرفون إلى العبادة والحج وصلة القرابة ، وتحصيل الأقوات كفاية العام .
وكذلك الهدي ( وهو كل ما يقدم من الأنعام حين زيارة البيت الحرام ) والقلائد أي الإبل المقلَّدة المعلمة بلحاء الشجر ، جعلها اللَّه قياما للناس أي أمانا ، فالهدي أمان لمن يسوقه لأنه يعلم أنه في عبادة ، لم يأت لحرب ، وكذلك القلائد من الإبل التي تقلَّد بلحاء الشجر أو غيره ، فتكون أمانا لمن قلَّدها ، وكان هذا التقليد أو العادة المتّبعة محلّ تعظيم شديد في نفوس العرب ، حتى إن من ليس بمحرم لا يقدر أن يتقلَّد شيئا خوفا من اللَّه ، وكان هؤلاء الزّوار للكعبة إذا انصرفوا ، تقلَّدوا من شجر الحرم .
قال سعيد بن جبير رحمه اللَّه : جعل اللَّه هذه الأمور للناس وهم لا يرجون جنة ولا يخافون نارا ، ثم شدّد ذلك بالإسلام .
فعل اللَّه وجعل هذه الأمور معالم أمن ونفع ، لتعلموا أيها الناس أن اللَّه تعالى يعلم تفاصيل أمور السماوات والأرض ، ويعلم مصالحكم أيها الناس قبل وبعد ، فانظروا لطفه بالعباد على حال كفرهم . واللَّه تعالى علَّام بكل شيء صغير أو كبير ، سرّ أو علن ، باطن أو ظاهر . وعلمه تعالى علم تامّ بالجزئيات ودقائق الموجودات ، كما قال عزّ وجلّ : وما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) * [ الأنعام : 6 / 59 ] .

502

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 502
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست