responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 493


روى ابن جرير الطبري عن ابن عباس قال : لما نزلت * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّه لَكُمْ ) * [ المائدة : 5 / 87 ] في القوم الذين كانوا حرّموا النساء واللحم على أنفسهم قالوا : يا رسول اللَّه ، كيف نصنع بأيماننا التي حلفنا عليها ، فأنزل اللَّه تعالى ذكره : * ( لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّه بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ . . ) * الآية .
علَّق الطبري على ذلك بقوله : فهذا يدلّ على ما قلنا من أن القوم كانوا حرّموا ما حرّموا على أنفسهم بأيمان حلفوا بها ، فنزلت هذه الآية بسببهم .
والمعنى : لا مؤخذة بالأيمان التي تحلف بلا قصد ، ولا يتعلَّق بها حكم ، وهي اليمين اللغو : وهي التي تسبق على لسان الحالف من غير قصد ، قالت عائشة : إن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : « هو كلام الرجل في بيته : لا واللَّه ، وبلى واللَّه » .
ولكن المؤاخذة باليمين المنعقدة : وهي التي يحدث الحلف فيها على أمر في المستقبل بتصميم وقصد أن يفعله أو لا يفعله . وتكون بالحلف فيها بالله أو بصفة من صفاته ، لقوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فيما رواه الجماعة عن ابن عمر : « من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت » .
ولا تنعقد اليمين بغير اللَّه من المخلوقات كنبي أو ولي ، بل إنه حرام .
ونوع المؤاخذة في اليمين المنعقدة : هو إيجاب الكفارة عند الحنث باليمين أي عدم البر ومخالفة مقتضى اليمين ، وعلى الحانث الكفارة سواء كان عامدا أو ساهيا أو ناسيا أو مخطئا ، أو نائما ومغمى عليه ومجنونا أو مكرها .
والكفارة على الموسر مخيّر فيها بين ثلاث خصال : إطعام عشرة مساكين مدّ طعام ( قمح ) أي 675 غم من النوع المتوسط الغالب أكله على أهل البلد ، ليس بالأجود الأعلى ولا بالأردإ الأدنى ، وهو أكلة واحدة : خبز ولحم ، وتقدير المدّ بالقيمة حوالي 25 أو 30 ل . س في عصرنا . هذه خصلة .

493

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست