نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 433
والطيور معلَّمة ، ومرسلة من الصائد لا من نفسها ، حتى يكون قتل الجارح للصيد ذكاة شرعية ، بأن ترسل الكلب أو الطير فيرسل ، وتزجره فينزجر ، وأن يذكر الصياد اسم اللَّه فيقول : ( باسم اللَّه ، اللَّه أكبر ) وذلك شرط عند الجمهور غير الشافعية ، وبشرط ألا يأكل الكلب المعلم شيئا من الصيد في رأي الجمهور غير المالكية . ثم أمر اللَّه تعالى بالتقوى في الجملة وهي التزام الأوامر ، وذكّر سبحانه بسرعة الحساب لأنه تعالى قد أحاط بكل شيء علما ، فلا يحتاج إلى محاولة عدّ ، ويحاسب جميع الخلائق دفعة واحدة . أحلّ اللَّه من لحظة نزول هذه الآية الطيبات المستطابات ، وأحلّ للمسلمين أكل ذبائح أهل الكتاب ، وللكتابيين ذبائح المسلمين ، ولا تحل ذبائح المشركين عبدة الأصنام والأوثان ، ولا ذبائح المجوس ونحوهم ممن لا يدين بدين سماوي ، ولا التزوج بنسائهم . وأباح اللَّه لكم أيها المؤمنون التزوج بالحرائر المؤمنات ، والكتابيات العفيفات من اليهود والنصارى ، إذا آتيتموهن أجورهن ، أي مهورهن ، ويطلق لفظ الأجر في اللغة والشرع على المهر ، فيشترط إيتاء مهورهن ، وأن يقصد الإحصان والإعفاف ، لا سفح الماء عن طريق الزنى العلني ، ولا عن طريق الزنى السّري وهو اتّخاذ الأخدان . وقوله : * ( مُحْصِنِينَ ) * أي متزوّجين على السّنة بعقد زواج صحيح . ثم حذّر اللَّه من المخالفات ، ورغَّب فيما تقدم من أحكام الحلال ، فذكر أن من يكفر وينكر شرائع الإسلام وتكاليفه ، ويجحد أصول الإيمان وفروعه ، فقد أبطل ثواب عمله ، وخاب في الدنيا ، وخسر في الآخرة ، أما في الدنيا فتضيع أعماله ولا يستفيد منها ، وأما في الآخرة فخسارته بالهلاك في نار جهنم . وقوله : * ( ومَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمانِ ) * معناه من يكفر بالأمور التي حقّها أن يقع الإيمان بها .
433
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 433