نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 384
وقال مسروق وغيره : سبب الآية أن المؤمنين اختلفوا مع قوم من أهل الكتاب ، فقال أهل الكتاب : ديننا أقدم من دينكم وأفضل ، ونبينا قبل نبيكم ، فنحن أفضل منكم ، وقال المؤمنون : كتابنا يقضي على الكتب ، ونبينا خاتم النبيين ، فنزلت الآية ، أي فالخطاب لأمة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . والمعنى : ليس تحقيق المطالب ومنها الثواب يوم القيامة يحصل بالأماني منكم أيها المسلمون ، ولا أنتم أهل الكتاب وكفار قريش ، ولكن الجزاء منوط بالعمل ، والثواب المعد في الآخرة مرتبط بالاعتقاد الصحيح ، والعمل الصالح ، والعبرة بطاعة اللَّه عز وجل واتباع ما شرعه على ألسنة الرسل الكرام . فمن يعمل سوءا يجز به لأن الجزاء أثر للعمل ، كما قال اللَّه تعالى : * ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه ( 7 ) ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ( 8 ) ) * [ الزلزلة : 99 / 7 - 8 ] وفاعل السوء لا نجاة له يوم القيامة ، ولا يجد له شفيعا ينقذه ، ولا وليا يتولى أمره ، ولا ناصرا ينصره ويدفع عنه شيئا من عذاب اللَّه . وهذا كله لمن كفر بالله وجحد بنعمه ، فجزاء السوء أمر حتمي لكل كافر ، كما قال اللَّه تعالى : * ( ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ ( 17 ) [ سبأ : 34 / 17 ] . أما المؤمنون الصالحون فإن اللَّه وعد المؤمنين أن يكفر عنهم سيئاتهم إذا تابوا وأنابوا ، وقد تكون بعض الحوادث مكفرة الخطايا لأهل الإيمان ، مثل الأمراض والبلايا والمصائب في الدنيا ، وهموم الحياة ومخاوفها . وتكون العقيدة : أن الكافر مجازي على سيئات أعماله ، والمؤمن يجازى في الدنيا غالبا على سوء عمله ، فمن بقي له سوء إلى الآخرة فهو متروك إلى مشيئة اللَّه تعالى ، يغفر اللَّه لمن يشاء ، ويجازي من يشاء . وقانون القرآن في قبول اللَّه تعالى الأعمال
384
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 384