responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 345


والنهوض للقتال وسياسة المعارك قد يكون جماعة إثر جماعة ، فصائل وفرقا وسرايا ، و 1 قد يكون انقضاضا جماعيا تتآزر وتتلاحم فيه كل القوى البشرية والآلية العسكرية .
وقد لا تخلو الجبهة الداخلية من بعض الجبناء والجواسيس ودعاة الهزيمة ، فلا يشتركون في القتال ، ويفرون من الزحف ، ويمالئون الأعداء ، ويشيعون الإشاعات الكاذبة المغرضة ، ويثبّطون الهمم والعزائم ، وهؤلاء ينبغي الحذر منهم كالأعداء تماما ، وكشفهم ، وتراهم إذا تعرض المجاهدون المخلصون لمصيبة في الحرب كالهزيمة أو القتل مثلا أو تهديم بعض المنشآت والديار ، قالوا : أنعم اللَّه علينا حيث لم نكن مع المجاهدين محاربين ، وإذا ظفر المجاهدون بنصر وتوفيق في التغلب على العدو ، تطلعوا إلى الغنائم ، مع أنهم كانوا متجهمين في وجه غيرهم ، قاطعين الصلة الطيبة من ود وتعاون مع غيرهم ، وكان الواجب عليهم المشاركة في السراء والضراء .
إن أولئك المقاتلين الصامدين أو المرابطين المستعدين للقتال في خطوط الجبهة ينتظرون إحدى الحسنيين : إما النصر والغلبة على الأعداء ، وإما الشهادة في سبيل اللَّه ، وفي كلا الحالين سوف يؤتيهم اللَّه أجرا حسنا ، وثوابا عظيما .
وللمجاهدين الشرف الأعظم إن دافعوا عن حرمات بلادهم ، أو قاتلوا من أجل المضطهدين والمستضعفين الذين يتمنون الخروج من البلدة الظالم أهلها ، ويستعينون بالله أن يكون لهم وليا ناصرا ، يتولى أمورهم ويحمي وجودهم وينصرهم على أعدائهم .
والقتال المشروع في الإسلام ليس قتال الاستعباد والاستعمار والتعدي والظلم والتوسع في الملكية وبسط النفوذ والسيطرة على أسواق العالم ، وإنما هو قتال في سبيل اللَّه ولإعلاء كلمة الحق وإنصاف الشعوب والأمم ، فالذين آمنوا يقاتلون في سبيل

345

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست