responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 340


رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فيما ثبت في ؟ الصحيحين : « اسق يا زبير ، ثم أرسل الماء إلى جارك » فغضب ذلك الرجل وقال : أن كان ابن عمتك ؟ ! فغضب رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، واستوعب للزبير حقه فقال : احبس يا زبير حت يبلغ الجدر [1] ، ثم أرسل الماء ، فنزلت هذه الآية : * ( فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ . . ) * وكان هذا الرجل في الصحيح رجلا من الأنصار من أهل بدر ، وقيل : هو حاطب بن أبي بلتعة .
توجب الآية إطاعة الرسول في كل أمر ونهي ، فالله يخبرنا أنه لم يرسل رسولا إلا وطاعته واجبة ، بإذن اللَّه وأمره ، فالطاعة في الأصل لله ، ثم لمن يأمر اللَّه بطاعته ، ومن يطع الرسول فقد أطاع اللَّه ، ومن يعص الرسول فقد عصى اللَّه .
وفي آية تالية ذكر اللَّه تعالى ثواب الطائعين لله والرسول ، وحرض على الطاعة ، فقال تعالى :
[ سورة النساء ( 4 ) : الآيات 69 الى 70 ] * ( ومَنْ يُطِعِ اللَّه والرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ والصَّالِحِينَ وحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ( 69 ) ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّه وكَفى بِاللَّه عَلِيماً ( 70 ) ) * [ النساء : 4 / 69 - 70 ] فكل من يطع اللَّه فيما أمر ونهى ، وأطاع النبي فيما بشّر وأنذر ، وبلَّغ عن ربه ، فأولئك يحشرون يوم القيامة مع الأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين ، وحسنت رفقة هؤلاء ، وذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء .
روى الطبراني وغيره : قالت السيدة عائشة رضي اللَّه عنها : جاء رجل إلى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فقال : يا رسول اللَّه ، إنك لأحب إلي من نفسي ، وإنك لأحب إلي من ولدي ، وإني لأكون في البيت ، فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك ، وإذا ذكرت موتي وموتك ، عرفت أنك إذا دخلت الجنة ، رفعت مع النبيين ، وإني إذا دخلت الجنة ، حسبت ألا أراك ، فلم يرد عليه المصطفى صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حتى نزلت جبريل بهذه الآية : * ( ومَنْ يُطِعِ اللَّه والرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ . . ) * وقال النبي له فيما رواه الطبراني والضياء : من أحب قوما حشر معهم .



[1] الجدر : معناه ما رفع حول الأرض المزروعة ، فصار كالجدار .

340

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست