نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 25
- ولكن الشيطان عدوهما أزلهما عنها ، أي أذهبهما وأبعدهما عن الجنة ، وأخرجهما من ذلك النعيم ، بعد أن أغواهما بالأكل من الشجرة ، فحوّلهما من الجنة ، قائلا لهما : * ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِه الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ ( 20 ) وقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ ( 21 ) ) * [ الأعراف : 7 / 20 - 21 ] . فتغلبت عليهما ووساوس الشيطان ، وخرجا من الجنة إلى الأرض ، وشقاء الدنيا ، وقد نشأت بعدها العداوة بين البشر والشيطان : * ( إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوه عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَه لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ ( 6 ) ) * [ فاطر : 35 / 6 ] . وقال اللَّه لهما : اهبطوا من الجنة إلى الأرض ، بعضكم عدوّ بعض ، ولكم استقرار في الأرض وتمتّع بنعمها وخيراتها إلى مدة معينة من الزمان . فألهم اللَّه آدم كلمات ، فعمل بها هو وزوجته ، فقالاها ، وتابا توبة خالصة ، والكلمات هي قوله تعالى : * ( قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ( 23 ) ) * [ الأعراف : 7 / 23 ] . وتقبل اللَّه منهما التّوبة ، لأنه كثير القبول لتوبه عباده ، واسع الرحمة بالعباد ، والمغفرة لهم . وكرر اللَّه تعالى الأمر بالهبوط من الجنة هو وزوجه للتأكيد ، وصار الناس في الأرض صنفين : صنف المؤمنين باللَّه العاملين بطاعته ، المتبعين هداه وشرائعه ، فهؤلاء آمنون في جنان الخلد في الآخرة ، ولا خوف عليهم من مخاوفها وعذابها ، ولا يجدون فيها حزنا أو كآبة ، أو كربا على ما فاتهم من النعيم في الدنيا .
25
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 25