نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 200
< فهرس الموضوعات > دعوة الأمم إلى توحيد اللَّه من عهد إبراهيم < / فهرس الموضوعات > دعوة الأمم إلى توحيد اللَّه من عهد إبراهيم أراد اللَّه سبحانه وتعالى أن يجمع الأمم على ملة واحدة وهي ملة التوحيد لله عز وجل ، فلا يكون هناك تعدد بين الآلهة ، ولا شرك ولا وثنية ، ولا أبوة ولا بنوة لله تعالى ، وهذا أمر سهل يسير ، وله أهداف سامية عالية ، من أهمها منع التنازع والخصام بين الناس ، وإشاعة المودة والمحبة بين الأفراد ، لذا أمر اللَّه نبيه أن يدعو الناس إلى العدل والوسط والكلمة السواء : وهي ألا نعبد جميعا إلا اللَّه ، وألا نشرك به شيئا ، وألا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من غير اللَّه ، فكل دين سماوي لا يختلف عن الآخر في إثبات الوحدانية والربوبية لله تعالى . وإذا كان الأمر على هذا المنهج المعتدل الوسط ، فهيّا بنا جميعا إلى إعلانه واتباعه وإذابة الفوارق وتوحيد العقيدة ، وإن اعترضنا شيء من سوء التفاهم والخلاف ، وجب أن نرده إلى أصل التوحيد وكلمته ، فلا نقول : إن أحد البشر هو ابن اللَّه ، فإن تولى المشركون وأهل الكتاب عن هذه الدعوة الصريحة وأعرضوا عن قبولها ، فقولوا أيها المؤمنون : اشهدوا بأنا مسلمون حقا منقادون لله ، نعبده وحده مخلصين له الدين ، وأما أنتم فلستم هكذا . قال اللَّه تعالى مقررا هذا المنهج المعتدل : < فهرس الموضوعات > [ سورة آلعمران ( 3 ) : آية 64 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة آلعمران ( 3 ) : آية 64 ] * ( قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ ( 1 ) بَيْنَنا وبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّه ولا نُشْرِكَ بِه شَيْئاً ولا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّه فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ( 64 ) ) * [ ال عمران : 3 / 64 ] . التزم النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بالكلمة السواء هذه ، وكتب بها إلى هرقل عظيم الروم وإلى غيره من أمراء وملوك العالم ، ودعا بها أهل الكتاب في الجزيرة العربية ، وكذلك ينبغي أن يدعى بها أهل الكتاب إلى يوم القيامة . ثم أوضح القرآن حقيقة ملة إبراهيم عليه السلام ، وهي ملة التوحيد ، ورد على
( 1 ) كلمة عدل ووسط .
200
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 200