نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 199
وأما المؤمنون الذين يعملون صالح الأعمال التي أمر اللَّه بها ، فيعطيهم اللَّه ثواب أعمالهم كاملا وافرا ، واللَّه يعاقب الظالمين أنفسهم ، الذين كفروا بالله ورسله ، وعصوا أوامر ربهم . - ذلك المذكور من أخبار عيسى ومريم ، نقصه عليك أيها النبي ، من جملة الآيات والعلامات الدالة على صدق نبوتك ، ومن القرآن المحكم الذي لا خلل فيه . - إن شأن عيسى الغريب كشأن آدم الذي خلقه اللَّه من التراب ، ثم أوجده بقوله : كن بشرا ، فكان ، بل أمر آدم أغرب ، فإنه لا أب له ولا أم ، لخلقه من التراب . - هذا الذي أوحي إليك أيها النبي ، هو الحق الثابت من ربك ، فلا تكن من الشاكين فيه ، والنهي للرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لزيادة التثبيت والتأكيد ، ومثله كل سامع متأمل . - فمن جادلك في شأن عيسى بغير حق ، من بعد ما جاءك من الوحي والخبر بحقيقة الأمر ، فقل لهم : هلموا لنجتمع جميعا مع الأولاد والنساء ، ثم ندعوا اللَّه خاشعين ، ونقول : اللهم العن الكاذب في شأن عيسى . - إن هذا الذي ذكرت من أمر عيسى ، لهو القصة الواقعية لولادة عيسى عليه السلام ، ونشأته ومنهجه في دعوته ، ولا يوجد إله يعبد بحق غير اللَّه تعالى وحده ، خالق كل شيء ، وإن اللَّه لهو القوي الغالب في هذا الكون ، الحكيم في صنعه وتدبيره . - فإن أعرضوا عن هذا الحق المبين واتباع عقيدة التوحيد التي دعا إليها جميع الأنبياء ، فهذا الإعراض هو الفساد بعينه ، لأنه شرك وكفر ، واللَّه عليم بالمفسدين ، وسيعاقبهم على إفسادهم .
199
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 199