7 - * ( اهدنا الصراط المستقيم ) * أرشدنا ووفقنا إلى الطريق القويم الذي لا اعوجاج فيه ، وهو طريق الحق والإسلام والقرآن ، وهو طريق الذين أنعم الله عليهم بالتوفيق والإحسان وإسباغ نعمة الهداية ، وهم الملائكة والأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون كما في الآية ( 68 ) من سورة النساء . وأنعم الله عليهم : أفاض في التفضل والإحسان إليهم . وهم غير ( بدل من الذين أنعمت عليهم أو صفة لهم ) الذين غضبت عليهم لانحرافهم عن طريق الحق والاستقامة ، وهم كل من استحقوا العقاب والنتقام ، وهم غير الضالين ، أي الحائدين عن منهج العدل وطريق الحق ، وكلمة « ولا » بمعنى « غير » لتأكيد النفي المستفاد من « غير » وهذان الفريقان ( المغضوب عليهم والضالون ) يشملان كل من غضب الله عليه ( استحق العذاب ) أو ضل عن سواء الصراط أو جادة الصواب ، من المنافقين والفجار والفساق .
وكلمة « آمين » اسم بمعنى استجب ، أي اللهم استجب لنا دعاءنا ، وهذا اللفظ ليس من القرآن . روي الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة وغيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إذا قال الإمام : ولا الضالين ، فقولوا : آمين ، فإن الملائكة في السماء تقول : آمين ، فمن وافق قوله قول الملائكة ، غفر له ما تقدم من ذنبه » . وهذه اللفظة ذكرت في آخر الفاتحة للترنم بها بعد تلاوة الفاتحة الشاملة لجميع مقاصد القرآن الكريم العامة .
وسورة الفاتحة لها أسماء : فاتحة الكتاب ، وأم الكتاب ، والسبع المثاني ، والقرآن العظيم ، وفضلها عظيم لحديث أُبي بن كعب الذي أخرجه الإمام أحمد ، والترمذي وصححه ، والنسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا في الزبور ، ولا في القرآن مثلها ، وإنها السبع من المثاني ( تكرر في التلاوة ) والقرآن العظيم الذي أعطيته » . وهي أعظم سورة في القرآن لحديث أبي سعيد بن المعلى فيما أخرجه البخاري في صحيحه ، وهي أفضل القرآن ، لحديث أنس بن مالل فيما أخرجه ابن حبان في صحيحه والحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم . ويروى أنها تعدل ثلثي القرآن ، في حديث ابن عباس بسند ضعيف فيما رواه عبد بن حميد في مسنده ، والفريابي في تفسيره . وفقنا الله تعالي لدوام تلاوتها طوال العمر .

11